نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 259
(1) بحقّه؟ قالوا: و ما حقّه؟ قال: يضرب به العدوّ. فقال عمر: أنا. فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم عرضه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بذلك الشرط، فقام الزّبير فقال: أنا. فأعرض عنه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )حتى وجد عمر و الزّبير فى أنفسهما. ثم عرضه الثالثة، فقال أبو دجانة: أنا يا رسول اللّه آخذه بحقّه. فدفعه إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فصدق به حين لقى العدوّ، و أعطى السيف حقّه. فقال أحد الرجلين- إما عمر و إما الزّبير: و اللّه لأجعلنّ هذا الرجل من شأنى، الذي أعطاه النبىّ السيف و منعنيه [1]. قال: فاتّبعته [2]. قال: فو اللّه ما رأيت أحدا قاتل أفضل من قتاله، لقد رأيته يضرب به حتى إذا كلّ عليه و خاف ألّا يحيك [3] عمد به إلى الحجارة فشحذه، ثم يضرب به فى العدوّ حتى ردّه كأنّه منجل. و كان حين أعطاه السيف مشى بين الصّفّين و اختال فى مشيته، فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )حين رآه يمشى تلك المشية: إنّ هذه لمشية يبغضها اللّه إلّا فى مثل هذا الموطن.
و كان أربعة من أصحاب النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )يعلمون فى الزحوف، أحدهم أبو دجانة، كان يعصب رأسه بعصابة حمراء، و كان قومه يعلمون أنه إذا اعتصب بها أحسن القتال، و كان علىّ (عليه السلام) يعلم بصوفة بيضاء، و كان الزّبير يعلم بعصابة صفراء، و كان حمزة يعلم بريش نعامة.
قال أبو دجانة: إنى لأنظر يومئذ إلى امرأة تقذف الناس و تحوشهم حوشا منكرا، فرفعت عليها السيف و ما أحسبها إلّا رجلا. قال: و أكره أن أضرب بسيف رسول اللّه امرأة! و المرأة عمرة بنت الحارث.