responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 254

(1) ضربات، كلّ ذلك يروغ أحدهما عن صاحبه [1]. قال: فنظر إليهما كأنهما سبعان ضاريان، يقفان مرّة و يقتتلان مرّة، ثم تعانقا فضبط أحدهما صاحبه فوقعا للأرض، فعلاه أبو أسيرة فذبحه بسيفه كما تذبح الشاة، و نهض عنه. و يقبل خالد بن الوليد، و هو على فرس أدهم أغرّ محجّل، يجرّ قناة طويلة، فطعنه من خلفه، فنظرت إلى سنان الرمح خرج من صدره، و وقع أبو أسيرة ميّتا، و انصرف خالد بن الوليد يقول: أنا أبو سليمان! قالوا: و قاتل طلحة بن عبيد اللّه يومئذ عن النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )قتالا شديدا، فكان طلحة يقول: لقد رأيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )حين انهزم أصحابه، و كرّ [2] المشركون و أحدقوا بالنبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )من كلّ ناحية، فما أدرى أقوم من بين يديه أو من ورائه، أو عن يمينه أو عن شماله، فأذبّ بالسيف من بين يديه مرّة و أخرى من ورائه حتى انكشفوا.

فجعل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يومئذ يقول لطلحة: قد أنحب [3]!

و قال سعد بن أبى وقّاص و ذكر طلحة فقال: يرحمه اللّه، إنّه كان أعظمنا غناء عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يوم أحد! قيل: كيف يا أبا إسحاق؟ قال: لزم النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )و كنّا نتفرّق عنه ثم نثوب إليه، لقد رأيته يدور حول النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )يترّس بنفسه.

و سئل طلحة: يا أبا محمّد، ما أصاب إصبعك؟ قال: رمى مالك بن زهير الجشمىّ بسهم يريد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان لا تخطئ رميته، فاتّقيت بيدي عن وجه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فأصاب خنصرى، فشكّ فشلّ إصبعه. و قال حين رماه. حسّ [4]!

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: لو قال بسم اللّه لدخل الجنّة و الناس ينظرون! من أحبّ أن ينظر إلى‌

____________

[1] فى ح: «عن الآخر».

[2] فى ح: «و كثر».

[3] قال ابن أبى الحديد: و أنحب أى قضى نذره. (نهج البلاغة، ج 3، ص 372).

[4] حس: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضه و أحرقه غفلة كالجمرة و الضربة و نحوهما. (النهاية، ج 1، ص 227).

نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست