نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 250
(1) و تداوى الجرحى، و كانت أمّ أيمن تسقى الجرحى. فلمّا لم يجد محمّد بن مسلمة عندهم ماء- و كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قد عطش يومئذ عطشا شديدا- ذهب محمّد إلى قناة و أخذ سقاءه حتى استقى من حسى [1]- قناة عند قصور التيميّين اليوم- فأتى بماء عذب فشرب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و دعا لمحمّد بن مسلمة بخير. و جعل الدم لا ينقطع، و جعل النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )يقول: لن ينالوا منّا مثلها حتى تستلموا الرّكن.
فلمّا رأت فاطمة الدم لا يرقأ- و هي تغسل الدم، و علىّ (عليه السلام) يصبّ الماء عليها بالمجنّ- أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا، ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم. و يقال إنها داوته بصوفة محترقة. و كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )بعد يداوى الجرح الذي فى وجهه بعظم بال حتى يذهب أثره، و لقد مكث رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يجد وهن ضربة ابن قميئة على عاتقه شهرا أو أكثر من شهر، و يداوى الأثر الذي بوجهه بعظم بال.
حدّثنى محمّد بن عبد اللّه، عن الزّهرىّ، عن سعيد بن المسيّب قال:
لمّا كان يوم أحد أقبل أبىّ بن خلف يركض فرسه، حتى إذا دنا من النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )اعترض له ناس من أصحابه ليقتلوه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: استأخروا عنه!
فقام رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و حربته فى يده فرماه ما بين سابغة البيضة و الدّرع فطعنه هناك، فوقع أبىّ عن فرسه، فكسر ضلع من أضلاعه، و احتملوه ثقيلا حتى ولّوا قافلين فمات بالطريق، و نزلت فيه: وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى[2].
[1] الحسى: حفيرة قريبة القعر، قيل إنه لا يكون إلا فى أرض أسفلها حجارة و فوقها رمل فإذا أمطرت نشفها الرمل فإذا انتهى إلى الحجارة أمسكه. (النهاية، ج 1، ص 228).