responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 248

(1) النهار و بلغنا مصاب [1] رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و تفرّق الناس عنه، جئت مع غلمان من بنى خدرة نعترض لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و ننظر إلى سلامته فنرجع بذلك إلى أهلنا، فلقينا الناس منصرفين ببطن قناة [2]، فلم يكن لنا همّة إلّا النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )ننظر إليه، فلمّا نظر إلىّ قال: سعد بن مالك؟ قلت: نعم، بأبى و أمّي! فدنوت منه فقبّلت ركبته و هو على فرسه. ثم قال: آجرك اللّه فى أبيك!

ثم نظرت إلى وجهه فإذا فى وجنتيه موضع الدرهم فى كلّ وجنة، و إذا شجّة فى جبهته عند أصول الشّعر، و إذا شفته السفلى تدمى، و إذا رباعيته اليمنى شظية، فإذا على جرحه شي‌ء أسود. فسألت: ما هذا على وجهه؟ فقالوا: حصير محرّق.

و سألت: من دمّى وجنتيه؟ فقيل: ابن قميئة. فقلت: من شجّه فى جبهته؟

فقيل: ابن شهاب. فقلت: من أصاب شفته؟ فقيل: عتبة. فجعلت أعدو بين يديه حتى نزل ببابه، فما نزل إلّا حملا، و أرى ركبتيه مجحوشتين، يتّكئ على السعدين- سعد بن عبادة و سعد بن معاذ- حتى دخل بيته.

فلمّا غربت الشمس و أذّن بلال بالصلاة خرج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )على مثل تلك الحال يتوكّأ على السعدين، ثم انصرف إلى بيته، و الناس فى المسجد يوقدون النيران يكمّدون بها الجراح. ثم أذّن بلال بالعشاء حين غاب الشّفق، فلم يخرج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و جلس بلال عند بابه حتى ذهب ثلث الليل ثم ناداه: الصلاة، يا رسول اللّه! فخرج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )و قد كان نائما. قال: فرمقته فإذا هو أخفّ فى مشيته منه حين دخل بيته، فصلّيت معه العشاء ثم رجع إلى بيته، و قد صفّ‌


[1] فى ت: «مضارب».

[2] قناة: أحد أودية المدينة. (وفاء الوفا، ج 2، ص 363).

نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست