نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 229
(1) و قالوا: ما ظفّر اللّه نبيّه فى موطن قطّ ما ظفّره و أصحابه يوم أحد، حتى عصوا الرسول و تنازعوا فى الأمر. لقد قتل أصحاب اللواء و انكشف المشركون منهزمين [1]، لا يلوون، و نساؤهم يدعون بالويل بعد ضرب الدّفاف و الفرح حيث التقينا. [قال الواقدىّ: و قد روى كثير من الصحابة ممن شهد أحدا، قال كلّ واحد منهم:] [2] و اللّه إنى لأنظر إلى هند و صواحبها منهزمات، ما دون أخذهنّ شيء لمن أراد ذلك. و كلّما أتى خالد من قبل ميسرة النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )ليجوز حتى يأتى من قبل السّفح فيردّه الرّماة، حتى فعلوا ذلك مرارا، و لكنّ المسلمين أتوا من قبل الرّماة.
إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )أوعز إليهم فقال: قوموا على مصافّكم هذا، فاحموا ظهورنا، فإن رأيتمونا قد غنمنا لا تشركونا، و إن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا. فلمّا انهزم المشركون و تبعهم المسلمون، يضعون السلاح فيهم حيث شاءوا حتى أجهضوهم [3] عن العسكر، و وقعوا ينتهبون العسكر، قال بعض الرّماة لبعض: لم تقيمون ها هنا فى غير شيء؟ قد هزم اللّه العدوّ و هؤلاء إخوانكم ينتهبون عسكرهم، فادخلوا عسكر المشركين فاغنموا مع إخوانكم فقال بعض الرّماة لبعض: ألم تعلموا أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قال لكم: «احموا ظهورنا فلا تبرحوا مكانكم، و إن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، و إن رأيتمونا غنمنا فلا تشركونا، احموا ظهورنا»؟
فقال الآخرون لم يرد رسول اللّه هذا، و قد أذلّ اللّه المشركين و هزمهم، فادخلوا العسكر فانتهبوا مع إخوانكم. فلمّا اختلفوا خطبهم أميرهم عبد اللّه بن جبير- و كان