نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 221
(1) أحقّ باللّواء منّا! إنّا إنما أتينا يوم بدر من اللّواء، و إنما يؤتى القوم من قبل لوائهم، فالزموا لواءكم و حافظوا عليه، و خلّوا بيننا و بينه، فإنّا قوم مستميتون موتورون، نطلب ثأرا حديث العهد. و جعل أبو سفيان يقول:
إذا زالت الألوية فما قوام الناس و بقاؤهم بعدها! فغضب بنو عبد الدار و قالوا: نحن نسلّم لواءنا؟ لا كان هذا أبدا، فأمّا المحافظة عليه [1]، فسترى! ثم أسندوا الرماح إليه، و أحدقت بنو عبد الدار باللواء، و أغلظوا لأبى سفيان بعض الإغلاظ. فقال أبو سفيان: فنجعل لواء آخر؟ قالوا:
نعم، و لا يحمله إلّا رجل من بنى عبد الدار، لا كان غير ذلك أبدا!
و جعل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )يمشى على رجليه يسوّى تلك الصفوف، و يبوّئ أصحابه للقتال [2] يقول: تقدّم يا فلان! و تأخّر يا فلان! حتى إنه ليرى منكب الرجل خارجا فيؤخّره، فهو يقوّمهم كأنما يقوّم بهم القداح، حتى إذا استوت الصفوف سأل: من يحمل لواء المشركين؟ قيل: بنو عبد الدار. قال: نحن أحقّ بالوفاء منهم. أين مصعب بن عمير؟ قال:
ها أنا ذا! قال: خذ اللواء. فأخذه مصعب بن عمير، فتقدّم به بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
ثم قام رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فخطب الناس فقال: يا أيّها الناس، أوصيكم بما أوصانى اللّه فى كتابه من العمل بطاعته و التّناهى عن محارمه.
ثم إنكم اليوم بمنزل أجر و ذخر لمن ذكر الذي عليه ثم وطّن نفسه له على الصّبر و اليقين و الجدّ و النشاط، فإنّ جهاد العدوّ شديد، شديد كربه [3]،