نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 212
(1) يا رسول اللّه أن نذبّح فى القوم و يذبّح فينا، فنصير إلى الجنّة و يصيرون إلى النار، مع أنّى يا رسول اللّه لا أحبّ أن ترجع قريش إلى قومها فيقولون:
حصرنا محمّدا فى صياصي يثرب و آطامها! فيكون هذا جرأة [1] لقريش، و قد وطئوا سعفنا فإذا لم نذبّ عن عرضنا لم نزرع [2]، و قد كنّا يا رسول اللّه فى جاهليّتنا و العرب يأتوننا، و لا يطمعون بهذا منّا حتى نخرج إليهم بأسيافنا حتى نذبّهم عنّا، فنحن اليوم أحقّ إذ أيّدنا [3] اللّه بك، و عرفنا مصيرنا، لا نحصر أنفسنا فى بيوتنا. و قام خيثمة أبو سعد بن خيثمة فقال:
يا رسول اللّه، إنّ قريشا مكثت حولا تجمع الجموع و تستجلب العرب فى بواديها و من تبعها من أحابيشها، ثم جاءونا قد قادوا الخيل و امتطوا [4] الإبل حتى نزلوا بساحتنا فيحصروننا فى بيوتنا و صياصينا، ثم يرجعون وافرين لم يكلموا، فيجرّئهم ذلك علينا حتى يشنّوا الغارات علينا، و يصيبوا أطرافنا [5]، و يضعوا العيون و الأرصاد علينا، مع ما قد صنعوا بحروثنا، و يجترئ علينا العرب حولنا حتى يطمعوا فينا إذا رأونا لم نخرج إليهم، فنذبّهم عن جوارنا [6] و عسى اللّه أن يظفّرنا بهم فتلك عادة اللّه عندنا، أو تكون الأخرى فهي الشهادة. لقد أخطأتنى وقعة بدر و قد كنت عليها حريصا، لقد بلغ من حرصي أن ساهمت ابني فى الخروج فخرج سهمه فرزق الشهادة، و قد كنت حريصا على الشهادة. و قد رأيت ابني البارحة فى النوم فى أحسن صورة، يسرح فى ثمار الجنّة و أنهارها و هو يقول: الحق بنا ترافقنا فى الجنّة،