فحدّثنى بكير بن مسمار، عن زياد مولى سعد، عن نسطاس، قال:
قال صفوان بن أميّة: اخرجوا بالظّعن، فأنا أوّل من فعل، فإنه أقمن أن يحفظنكم و يذكّرنكم قتلى بدر، فإنّ العهد حديث و نحن قوم مستميتون لا نريد أن نرجع إلى دارنا حتى ندرك ثأرنا أو نموت دونه. فقال عكرمة بن أبى جهل: أنا أوّل من أجاب إلى ما دعوت إليه. و قال عمرو بن العاص مثل ذلك، فمشى فى ذلك نوفل بن معاوية الدّيلىّ فقال: يا معشر قريش هذا ليس برأى، أن تعرّضوا حرمكم عدوّكم، و لا آمن أن تكون الدائرة [2] لهم، فتفتضحوا فى نسائكم. فقال صفوان بن أميّة: لا كان غير هذا أبدا! فجاء نوفل إلى أبى سفيان فقال له تلك المقالة، فصاحت هند بنت عتبة: إنك و اللّه سلمت يوم بدر فرجعت إلى نسائك، نعم، نخرج فنشهد القتال، فقد ردّت القيان من الجحفة فى سفرهم إلى بدر فقتلت الأحبّة يومئذ. قال أبو سفيان: لست أخالف قريشا، أنا رجل منها، ما فعلت فعلت. فخرجوا بالظّعن.
قالوا: فخرج أبو سفيان بن حرب بامرأتين- هند بنت عتبة، و أميمة [3] بنت سعد بن وهب بن أشيم بن كنانة. و خرج صفوان بن أميّة بامرأتين، برزة بنت مسعود الثّقفىّ، و هي أمّ عبد اللّه بن صفوان الأصغر.
و خرج طلحة بن أبى طلحة بامرأته سلافة بنت سعد بن شهيد، و هي من الأوس، و هي أمّ بنى طلحة، أمّ مسافع، و الحارث، و كلاب، و جلاس،
[1] الظعن: هنا النساء، و أصل الظعن الهوادج فسميت النساء بها. (شرح أبى ذر، ص 217).