نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 198
(1) من هو؟ قال: فرات بن حيّان العجلىّ. قد دوّخها و سلكها. قال صفوان:
فذلك و اللّه! فأرسل إلى فرات. فجاءه فقال: إنّى أريد الشام و قد عوّر علينا محمّد متجرنا لأنّ طريق عيراتنا عليه. فأردت طريق العراق. قال فرات: فأنا أسلك بك فى طريق العراق. ليس يطأها أحد من أصحاب محمّد- إنما هي أرض نجد و فياف. قال صفوان: فهذه حاجتي، أمّا الفيافي فنحن شاتون و حاجتنا إلى الماء اليوم قليل. فتجهّز صفوان بن أميّة، و أرسل معه أبو زمعة بثلاثمائة مثقال ذهب و نقر [1] فضّة، و بعث معه رجالا من قريش ببضائع، و خرج معه عبد اللّه بن أبى ربيعة و حويطب بن عبد العزّى فى رجال من قريش. و خرج صفوان بمال كثير- نقر فضّة و آنية فضّة وزن ثلاثين ألف درهم، و خرجوا على ذات عرق [2].
و قدم المدينة نعيم بن مسعود الأشجعىّ، و هو على دين قومه، فنزل على كنانة بن أبى الحقيق فى بنى النّضير فشرب معه، و شرب معه سليط بن النّعمان بن أسلم- و لم تحرّم الخمر يومئذ- و هو يأتى بنى النّضير و يصيب من شرابهم. فذكر نعيم خروج صفوان فى عيره و ما معهم من الأموال، فخرج من ساعته إلى النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )فأخبره، فأرسل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )زيد بن حارثة فى مائة راكب، فاعترضوا لها فأصابوا العير. و أفلت أعيان القوم و أسروا رجلا أو رجلين، و قدموا بالعير على النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )فخمّسها، فكان الخمس يومئذ قيمة عشرين ألف درهم، و قسم ما بقي على أهل السريّة. و كان فى الأسرى فرات بن حيّان، فأتى به فقيل له: أسلم، إن تسلم نتركك من القتل، فأسلم فتركه من القتل.
[1] النقرة: القطعة المذابة من الذهب و الفضة. (القاموس المحيط، ج 2، ص 147).
[2] ذات عرق: مهل أهل العراق، و هو الحد بين نجد و تهامة. (معجم البلدان، ج 6، ص 154).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 198