responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 121

(1) رعيت الغنم فى جوانبها، هي من الساحل على بعض نهار، و لكنّى أردت أن أتثبّت منكم، قد نصر اللّه رسوله ببدر، فأحمد [1] اللّه على ذلك. قال بطارقته: أصلح اللّه الملك! إنّ هذا لشي‌ء لم تكن تصنعه، تلبس ثوبين و تجلس على الأرض! فقال: إنى من قوم إذا أحدث اللّه لهم نعمة ازدادوا بها تواضعا. و يقال إنه قال: إنّ عيسى بن مريم (عليه السلام) كان إذا حدثت له نعمة ازداد بها تواضعا.

و لمّا رجعت قريش إلى مكّة قام فيهم أبو سفيان بن حرب فقال: يا معشر قريش، لا تبكوا على قتلاكم، و لا تنح عليهم نائحة، و لا يبكهم شاعر، و أظهروا الجلد و العزاء، فإنكم إذا نحتم عليهم و بكيتموهم بالشعر أذهب ذلك غيظكم، فأكلّكم ذلك عن عداوة محمّد و أصحابه، مع أنه إن بلغ محمّدا و أصحابه شمتوا بكم، فيكون أعظم المصيبتين شماتتهم، و لعلّكم تدركون ثأركم، و الدّهن و النساء علىّ حرام حتى أغزو محمّدا. فمكثت قريش شهرا لا يبكيهم شاعر و لا تنوح عليهم نائحة.

فلمّا قدم بالأسرى أذلّ اللّه بذلك رقاب المشركين و المنافقين و اليهود، و لم يبق بالمدينة يهودىّ و لا منافق إلّا خضد [2] عنقه لوقعة بدر. فقال عبد اللّه بن نبتل: ليت أنّا كنّا خرجنا معه حتى نصيب معه غنيمة! و فرق اللّه فى صبحها بين الكفر و الإيمان، و قالت اليهود فيما بينها: هو الذي نجده منعوتا، و اللّه لا ترفع له راية بعد اليوم إلّا ظهرت. و قال كعب بن الأشرف:

بطن الأرض اليوم خير من ظهرها، هؤلاء أشراف الناس و ساداتهم، و ملوك العرب، و أهل الحرم و الأمن، قد أصيبوا. فخرج إلى مكّة فنزل على أبى‌


[1] فى ح: «فاحمدوا».

[2] كذا فى الأصل و ب، و فى ت: «خضع». و خضد عنقه: ثناه. (القاموس المحيط، ج 1، ص 291).

نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست