نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 109
(1) اللّه، كذّبوك و قاتلوك و أخرجوك! يا رسول اللّه، اشف صدور المؤمنين، لو قدروا على مثل هذا منّا ما أقالوناها أبدا! فسكت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فلم يجبه، فقام ناحية فجلس، و عاد أبو بكر فكلّمه مثل كلامه الذي كلّمه به، فلم يجبه فتنحّى ناحية، ثم قام عمر فكلّمه كلامه فلم يجبه.
ثم قام رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فدخل قبّته فمكث فيها ساعة، ثم خرج و الناس يخوضون فى شأنهم، يقول بعضهم: القول ما قال أبو بكر! و آخرون يقولون: القول ما قال عمر! فلمّا خرج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )قال: ما تقولون فى صاحبيكم هذين؟ دعوهما فإنّ لهما مثلا، مثل أبى بكر كمثل ميكائيل ينزل برضاء اللّه و عفوه عن عباده، و مثله فى الأنبياء كمثل إبراهيم، كان ألين على قومه من العسل، أوقد له قومه النار و طرحود فيها، فما زاد على أن قال:أُفٍّ لَكُمْ وَ لِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ [1]. و قال:فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَ مَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [2] و مثله مثل عيسى إذ يقول:إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [3]. و مثل عمر فى الملائكة كمثل جبريل ينزل بالسخطة من اللّه و النّقمة على أعداء اللّه، و مثله فى الأنبياء كمثل نوح، كان أشدّ على قومه من الحجارة إذ يقول:رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً [4] فدعا عليهم دعوة أغرق اللّه الأرض جميعها، و مثل موسى إذ يقول:
رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَ اشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ [5]، و إنّ بكم عيلة، فلا يفوتنّكم رجل من هؤلاء إلّا بفداء أو