نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 108
(1) فأتاهم فقالوا: يا أبا بكر، إنّ فينا الآباء و الأبناء و الإخوان و العمومة و بنى العمّ، و أبعدنا قريب. كلّم صاحبك فليمنّ علينا أو يفادنا. فقال: نعم إن شاء اللّه، لا آلوكم خيرا! ثم انصرف إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
قالوا: و ابعثوا إلى عمر بن الخطّاب فإنه من قد علمتم، فلا نأمن أن يفسد عليكم، لعلّه يكفّ عنكم. فأرسلوا إليه فجاءهم فقالوا له مثل ما قالوا لأبى بكر، فقال: لن آلوكم شرّا! ثم انصرف إلى النبىّ ( صلّى اللّه عليه و سلم )فوجد أبا بكر و الناس حوله، و أبو بكر يليّنة و يفثؤه [1] و يقول: يا رسول اللّه، بأبى أنت و أمّى! قومك فيهم الآباء و الأبناء و العمومة و الإخوان و بنو العمّ، و أبعدهم منك قريب، فامنن عليهم منّ اللّه عليك، أو فادهم يستنقذهم اللّه بك من النار فتأخذ منهم ما أخذت قوّة للمسلمين، فلعلّ اللّه يقبل بقلوبهم إليك! ثم قام فتنحىّ ناحية، و سكت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فلم يجبه، ثم جاء عمر فجلس مجلس أبى بكر، فقال: يا رسول اللّه، هم أعداء اللّه، كذّبوك و قاتلوك و أخرجوك! اضرب رقابهم، هم رءوس الكفر و أئمّة الضلالة، يوطئ اللّه عزّ و جلّ بهم الإسلام و يذلّ بهم أهل الشرك! فسكت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فلم يجبه، و عاد أبو بكر إلى مقعده الأوّل فقال: يا رسول اللّه، بأبى أنت و أمّى! قومك فيهم الآباء و الأبناء و العمومة و الإخوان و بنو العمّ، و أبعدهم منك قريب، فامنن عليهم أو فادهم، هم عترتك [2] و قومك، لا تكن أوّل من يستأصلهم، يهديهم اللّه خير من أن تهلكهم. فسكت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلم )فلم يردّ عليه شيئا.
و تنحّى ناحية، فقام عمر فجلس مجلسه فقال: يا رسول اللّه، ما تنتظر بهم؟ اضرب أعناقهم، يوطئ اللّه بهم الإسلام و يذلّ أهل الشرك، هم أعداء
[1] فى ح: «و يغشاه». و فثأت الرجل إذا سكنت غضبه. (الصحاح، ص 62).
[2] فى ح: «هم عشيرتك». و عترة الرجل: أخص أقاربه. (النهاية، ج 3، ص 65).
نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 108