نام کتاب : المعجم التطبيقي للقواعد الأصولية في فقه الامامية نویسنده : الرباني البيرجندي، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 15
ألف) غاية علم الاصول
بل علم الأصول- فى الحقيقة- عقلانيّة و إمكانيات ممهّدة تسير صوب هدف متعال سام ما أعظمه من هدف ... إلا و هو معرفة الإنسان الحرّ الذي يحسّ مسئوليّته الخطيرة لما يفرض عليه العقل و الشرع أن يمتثل به و يؤدّيه طاعة لمولاه. و ليس هذا الموقف العملي بأمر سهل يسير، بل عظيم جدّا على الإنسان الحامل لشرف إنسانيّته و إذعانه لخلافته الرسالية.
ب) حقّ الطاعة
هذا الإنسان- نعم هذا الإنسان بالضبط- بودّه أن يؤدّي حقّ الطاعة المفطور به. لكن ليس هذا ميسورا للجميع بل هذه المعرفة- الّتي لا تتمّ إلّا في إطار العمل بما يدعو إليه الشريعة المقدّسة- تتطلّب مزيد بحث و دراسة تخصّ هذا المهمّ تمهّدنا إلى الرحاب بالمسئوليّة و أداء حقّ الطاعة سيّما بعد أن ابتعدتنا عجلة الزمن عن عصر مؤسّس الشريعة (صلّى اللّه عليه و آله) و الخلفاء الميامين (عليهم السلام).
فمن الطبيعى أن يوضع علما أو فنّا أو طريقا- أو كلّما يعجبك التعبير عنه- يرشدنا إلى حلّ موقفنا العملى تجاه وظيفتنا. و هذا- بالذات- ما استهدفنا من العقلانيّة، فإنّ الضرورة تأبى إلّا ذلك.
3. الحاجة أمّ الاختراع
هذا ما جاء في المثل العربي. و الحقيقة أنّ الإنسان لم يتكامل في أموره و أعماله إلّا بدافع ما ساقته إليه حاجته الّتي أكّدت له الكفاح و الكدّ و الاستقامة في حمالة عبأ المشاكل و الأزمات.
الف) الأصول و علم المنطق
و لم يشذّ عن هذا الأصل- أو فقل: المثل- «علم الأصول»، و هذا يناظر وضع علم «المنطق» الذي جمعه و هذّبه أرسطو الحكيم الإغريقى بعد أن كانت جذوره و مسائله شتيتة متشعبة متفجرة من صميم فطرة البشر. دفع هذا- بالذات- الإمام الشهيد الصدر (قدّس سرّه) أن يناظره به، بل يجعله نفسه حينما عبّر عنه بأنّ «علم الأصول منطق الفقه» [1].
إنّ سيدنا الإمام (قدّس سرّه) عبّر بذلك تمشّيا لما يتقبله العرف العلمي الساذج كرد فعل للجانب السّلبي من