المبحث الثالث المصطلحات الأصولية في مبحث المحكوم فيه‌

و هو مصطلح لن أخوض فيه كثيرا، إذ ليس من تفريع كثير عليه بقدر سابقه، و عليه فسأقتصر على بيان المراد بهذا المصطلح الأم:

و قد أراد به الأصوليون فعل المكلف الوارد فيه الحكم‌ [1]، و المراد بالفعل في التعريف كل تصرفاته التي تصدر عنه، و على ذلك فهو شامل لأقواله و أفعاله و نواياه، و إنما اقتصر المعرفون على الفعل تغليبا، و لأن غالب تصرفات المكلف إنما هي من جهة جوارحه.

على أن مصطلح المحكوم فيه قد اشتمل على قضايا كلامية متداخلة، و متشابكة، اضطرارا، و اختيارا، فالاضطرار في مناهج التحسين و التقبيح عند المعتزلة، إذ قد اضطر الأصوليون من أهل السنة إلى بحثها، و بحث نتائجها، بناء على إدراج أهل الاعتزال لها من ضمن مسلماتهم الأصولية، و أما الاختيار فاشتراط الوضوح، و القدرة، و الطول.

و ليس في مباحث المحكوم فيه، ما يتحقق فيه شرط البحث، و هو التباين اللفظي و الاتحاد المعنوي، أو الاتحاد اللفظي و التباين المعنوي، و عليه فسأكتفي بما قدمته فيه و انتقل إلى المبحث الرابع و الأخير من دراستنا للمصطلحات الأصولية في مباحث الأحكام و علاقتها بالفكر الأصولي.

[1] الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي (1/ 179).