و قَالَبهِ و هذَا لَا يَطَّرِدُ فِى جَمِيعِ أَسَالِيبِ الْكَلَامِ فَإِنَّهُ لَا يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ ذٰلِكَ فِى مَوَاضِعِ السَّبِّ و الشَّتْمِ بَلْ يَقْبُحُ أَنْ يُسْتَعَارَ ثَوْبُ الزِّينَةِ الّذِى هُوَ أَحْسَنُ هَيْئَةٍ لِلْشَّتْمِ الَّذِى هُوَ أَقْبَحُ هَيْئَةٍ فَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ (مِعْرَضٌ) مَقْصُورٌ مِنْ (مِعْرَاضٍ) و (الْعَرَضُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَتَاعُ الدُّنْيَا و (الْعَرَضُ) فِى اصْطِلَاحِ الْمُتَكَلِّمِينَ مَا لَا يَقُومُ بِنَفْسِهِ وَ لَا يُوجَدُ إِلَّا فِى مَحَلّ يَقُومُ بِهِ وَ هُوَ خِلَافُ الْجَوْهَرِ وَ ذَلِكَ نَحْوُ حُمْرَةِ الْخَجَلِ و صُفْرَةِ الْوَجَلِ و (الْعَرْضُ) بالسُّكُونِ الْمَتَاعُ قَالُوا و الدَّرَاهِمُ و الدَّنَانِيرُ عَيْنٌ وَ مَا سِوَاهُمَا (عَرْضٌ) و الْجَمْعُ (عُرُوضٌ) مِثْلُ فَلْسٍ و فُلُوسٍ وَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (الْعُرُوضُ) الْأَمْتِعَةُ الَّتِى لَا يَدْخُلُهَا كَيْلٌ وَ لَا وَزْنٌ وَ لَا تَكُونُ حَيَواناً وَ لَا عَقَاراً وَ يُقَالُ رَأَيْتُهُ فِى (عَرْضِ) النَّاسِ بِفَتْحِ الْعَيْنِ يَعْنُونُ فِى عُرُضٍ بِضَمَّتَيْنِ أَىْ فِى أَوْسَاطِهِمْ وَ قِيْلَ فِى أَطْرَافِهِمْ و (الْعُرْضُ) وِزَانُ قُفْلٍ النَّاحِيَةُ وَ الْجَانِبُ وَ اضْرِبْ بِهِ (عُرْضَ) الْحَائِطِ أَىْ جَانِباً مِنْهُ أَىَّ جَانِبٍ كَانَ وَ (الْعِرْضُ) بِالْكَسْرِ النَّفْسُ و الْحَسَبُ وَ هُوَ نَقِىُّ (الْعِرْضِ) أَىْ بَرِىءٌ مِنَ الْعَيْبِ وَ (عَارَضْتُهُ) فَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِهِ وَ (عَارَضْتُ) الشَّىءَ بِالْشَىءِ قَابَلْتُهُ بِهِ وَ (تَعَرَّضَ) لِلْمَعْرُوفِ وَ تَعَرَّضَهُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَ بِالْحَرْفِ إِذَا تَصَدَّى لَهُ و طَلَبَهُ ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِىُّ وَ غَيْرُهُ وَ مِنْهُ قَوْلُهُمْ (تَعَرَّضَ) فِى شَهَادَتِهِ لِكَذَا إِذَا تَصَدَّى لذِكْرِهِ و (الْعَارِضَانِ) لِلْإِنْسَانِ صَفْحَتا خَدَّيْهِ فَقَوْلُ النَّاسِ خَفِيفُ (الْعَارِضَيْنِ) فِيهِ حَذْفٌ وَ الْأَصْلُ خَفِيْفُ شَعْرِ الْعَارِضَيْنِ و (الْعَرُوضُ) وِزَانُ رَسُولٍ مَكَّةُ و الْمَدِينَةُ و الْيَمَنُ و (الْعَرُوضُ) عِلْمٌ بِقَوَانِينَ يُعْرَفُ بِهَا صَحِيحُ وَزْنِ الشِّعْرِ الْعَرَبِىِّ مِنْ مَكْسُورِهِ وَ فُلانٌ (عُرْضَةٌ) لِلنَّاسِ أَىْ مُعْتَرِضٌ لَهُمْ فَلَا يَزَالُونَ يَقَعُونَ فِيهِ.
[عرف]
عَرَفْتُهُ: (عِرْفَةً) بِالْكَسْرِ و (عِرْفَاناً) عَلِمْتُهُ بِحَاسَّةٍ مِنَ الْحَوَاسّ الْخَمْسِ و (الْمَعْرِفَةُ) اسْمٌ مِنْهَ وَ يَتَعَدَّى بِالتَّثْقِيلِ فَيُقَالُ (عَرَّفْتُهُ) بِهِ (فَعَرَفَهُ) و أَمْرٌ (عَارِفٌ) و (عَرِيفٌ) أَىْ (مَعْرُوفٌ) وَ (عَرَفْتُ) عَلَى الْقَوْمِ (أَعْرُفُ) مِنْ بَابِ قَتَلَ (عِرَافَةً) بِالْكَسْرِ فَأَنَا (عَارِفٌ) أَىْ مُدَبِّرُ أَمْرِهِمْ وَ قَائِمٌ بِسِيَاسَتِهِمْ و (عَرُفْتُ) عَلَيْهِمْ بِالضَّمِّ لُغَةٌ فَأَنَا (عَرِيفٌ) وَ الْجَمْعُ (عُرَفَاءُ) قِيلَ (الْعَرِيفُ) يَكُونُ عَلَى نَفِيرٍ و (الْمَنْكِبُ) يَكُونُ عَلَى خَمْسَةِ عُرَفَاءَ و نَحْوِهَا ثُمَّ (الْأَمِيرُ) فَوْقَ هٰؤُلَاءِ وَ أَمَرْتُ (بِالْعُرْفِ) أَىَّ (بِالْمَعْرُوفِ) وَ هُوَ الْخَيْرُ و الرِّفْقُ وَ الْإِحْسَانُ و مِنْهُ قَوْلُهُمْ (مَنْ كَانَ آمِراً بِالْمَعْرُوفِ فَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ)
أَىْ مَنْ أَمَرَ بِالْخَيْرِ فَلْيَأْمُرْ بِرِفْقٍ وَ قَدْرٍ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ و (اعْتَرَفَ) بِالْشَّىءِ أَقَرَّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ و (العَرَّافُ) مُثَقَّلٌ بِمَعْنَى الْمُنَجِّمِ و الْكَاهِنِ وَ قِيلَ (العَرَّافُ) يُخْبِرُ عَنِ الْمَاضِى و (الْكَاهِنُ) يُخْبِرُ عَنِ الْمَاضِى وَ الْمُسْتَقْبَلِ وَ يَوْمُ (عَرَفَةَ) تَاسِعُ ذِى الْحِجَّةِ