responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل إلى عذب المنهل في أصول الفقه نویسنده : الشعراني، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 80

أن مثل: كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً* و غيره مجاز قطعا، و الذوق الصحيح يشهد بأنه مستعمل فى غير ما وضع له. و أيضا الذوق السليم يشهد بأن «ضرب غدا» و «يضرب أمس» غلط مشتمل على التناقض.

«في تغير المعاني بتغاير الاعتبارات»

اعلم أن المعنى هو الذى يتصوره الإنسان، فإن تصور شيئا مع قيد و حيثية كان هو مع هذه الحيثية غير الذى يتصوره مع الحيثية الاخرى.

مثلا الكسر و الانكسار معنيان متباينان و إن كانا فى الواقع متحدين، و لكن إذا اعتبر مسندا إلى الفاعل قيل: «الكسر» و إذا اعتبر بالنسبة إلى المنفعل قيل: «الانكسار». و كذا إذا قيل مكسور أو منكسر، و لو فرضنا أن لفظا واحدا وضع لهذين المعنيين، فهو مشترك لفظى بينهما، نظير لفظ «شكست» فى الفارسية مشترك بين اللازم و المتعدى، و كذلك «ريخت» و «پخت» و غيرها. و المتتبع فى اللغة يظهر له أنه بأدنى تغيير اعتبارى يتغير المعنى و يوضع أو يستعمل فيه لفظ آخر.

إذا عرفت هذا فاعلم أن صاحب الكفاية قال: إن الحروف و الأسماء معنياهما متحد، مثلا معنى لفظة «من» و لفظة «الابتداء» واحد. [1] و لكن هذا غير صحيح، فإن السامع إذا سمع لفظة «من» يختلج فى ذهنه شى‌ء لا يختلج عند استماع لفظ «الابتداء» و بالعكس، و هذا هو المقصود من تغاير المعنى، و ليس هذا التغاير إلا لاختلاف الوضع أى وضع هذا لمعنى، و ذاك لمعنى آخر، و ليس هذا بدلالة العقل، و لا بدلالة


[1]- الكفاية ص 12.

نام کتاب : المدخل إلى عذب المنهل في أصول الفقه نویسنده : الشعراني، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست