و معلوم أن نسبة سقط اللوى- و هو موضع- إلى الدخول و حومل- و هما موضعان- مساوية إذ هو بينهما، بل لا معنى لكونه بين موضعين إلا فى زمان واحد، و لذلك قال بعضهم و منهم الغزالى: إن ما بعدها يجوز أن يكون سابقا. و قالوا: يصح أن يقال نزلنا نجدا فتهامة، و نزل المطر نجدا فتهامة [2]، و إن كانت تهامة سابقة.
أقول: لا ريب فى أن تبادر معنى الترتيب من لفظ الفاء لا غير، هو علامة الوضع للترتيب بالخصوص، فإن استعملت فى موضع آخر فى غير الترتيب، فلا بدّ أن تكون مجازا، أو موضوعة بوضع آخر، أو يؤول الكلام الذى ذكرت فيه على وجه يحصل الترتيب، كأن يقال: نزل المطر نجدا و بعد هذا القول أقول: نزل تهامة، و الترتيب فى القول. كما ذكروا نظير ذلك فى قولهم: أعجبنى ما ذكرته اليوم ثم ما ذكرته أمس أعجب.
أى ثم أقول.
الثالث الباء.
اختلف الفقهاء و غيرهم فى وروده بمعنى التبعيض و الأصل