كان على خلق عظيم كما وصفه ربه- تعالى- [1]، و قالت السيدة عائشة- رضى اللّه عنها-: كان خلقه القرآن، يغضب لغضبه، و يرضى لرضاه، و كان أحلم الناس [2].
قيل له: يا رسول اللّه ألا تدعو على المشركين؟ قال:" إنما بعثت رحمة، و لم أبعث عذابا" و كان أشجع الناس [3].
قال على- رضى اللّه عنه- [4]: كنا إذا حمى البأس، و لقى القوم القوم اتقينا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و كان أعدل الناس، القريب و البعيد و الضعيف و القوى عنده فى الحق سواء [5].
و كان [ص/ 39] أعف الناس، و أسخى الناس، لا يسأل شيئا إلا أعطاه، لا يبيت عنده دينار و لا درهم، فإن فضل و لم يجد من يعطيه و فجأه الليل، لم يأو إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه، لا يأخذ مما أعطاه اللّه إلا قوت عامه فقط، فيؤثر منه.
و كان أشدّ حياء من العذراء فى خدرها، لا يثبت بصره فى وجه أحد، و كان أكثر الناس تواضعا، يخصف النّعل، و يرقع الثوب، و يفليه و يخيطه، و يخدم من مهنة أهله، و يقطع اللحم معهن، و يجيب دعوة الحرّ و العبد، و يقبل الهدايا و إن قلت، و يكافئ عليها و يأكلها، و لا يأكل الصدقة، تستتبعه الأمة و المسكين، فيتبعهما حيث دعواه، و يحب الفقراء و المساكين، و يجالسهم و يؤاكلهم.
[1] فى سورة القلم الآية (4)، قال تعالى: وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ
[2] انظر صحيح مسلم كتاب صلاة المسافرين، باب جامع صلاة الليل حديث رقم (139).
و انظر هذا الخبر فى الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 2/ 89، و أخلاق النبي صلى اللّه عليه و سلم لابن حيان ص 19.
[3] انظر الجامع الصغير فى أحاديث البشير للسيوطى 1/ 103، و الوفاء بأحوال المصطفى لابن الجوزى 2/ 439.