responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 94

قيل: و كتب صاحب بريد همذان إلى المأمون بخراسان يعلمه أن كاتب البريد المعزول أخبره أن صاحبه و صاحب الخراج كانا تواطآ على إخراج مائتي ألف درهم من بيت المال و اقتسماها بينهما، فوقع المأمون: إنا نرى قبول السعاية شرا من السعاية، فإن السعاية دلالة و القبول إجازة، و ليس من دل على شي‌ء كمن قبله و أجازه، فانف الساعي عنك فلو كان في سعايته صادقا فقد كان في صدقه لئيما إذ لم يحفظ الحرمة و لم يستر على أخيه.

قال: و قال المأمون لولده: يا بني نزهوا أقداركم و طهروا أحسابكم عن دنس الوشاة و تمويه سعايتهم فكل جان يده في فيه و ليس يشي إليكم إلا أحد الرجلين ثقة و ظنين، أما الثقة فقد قيل إنه لا يبلغ و لا يشين بالوشاية قدره، و أما الظنين فأهل أن يتهم صدقه و يكذب ظنه و يرد باطله، و ما سعى رجل برجل إلي قط إلا انحط من قدره عندي ما لا يتلافاه أبدا، فلا تعطوا الوشاة أمانيهم فيمن يشون بهم، فقد قال بعض الملوك لرجل سعى بآخر: لو كنت أنت أنا ما كنت صانعا به؟قال: كنت أقتله. فقال: أما إذا لم تكن أنت أنا فإني غير قاتله و مع ذلك فلا تدعوا الفحص عما يلقى إليكم مما تحذرون رجوع ضرره عليكم.

عوانة قال: قام رجل إلى سليمان بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين عندي نصيحة.

قال: و ما نصيحتك هذه؟قال: كان فلان عاملا ليزيد و الوليد و عبد الملك فخانهم فيما تولاه و اقتطع أموالا جليلة فمر باستخراجها منه. فقال: أنت شر منه أخون حيث اطلعت على أمره و أظهرته و لو لا أني أنفر أصحاب النصائح لعاقبتكم، و لكن اختر مني خصلة من ثلاث. قال:

اعرضهن يا أمير المؤمنين. قال: إن شئت فتشت عما ذكرت فإن كنت صادقا مقتناك، و إن كنت كاذبا عاقبناك، و إن شئت أقلناك. قال: بل تقيلني يا أمير المؤمنين. قال: قد فعلت فلا تعودن بعدها إلى أن تظهر من ذي مروءة ما كتمه اللّه و ستره.

محاسن الشكر

قال بعض الحكماء: صن شكرك عمن لا يستحقه و استر ماء وجهك بالقناعة.

و قال الفضل بن سهل‌ [1] : من أحب الازدياد من النعم فليشكر، و من أحب المنزلة عند سلطانه فليكفه، و من أحب بقاء عزه فليسقط دالته و مكره و من ذلك قول رجل لرجل شكره في معروف:


[1] الفضل بن سهل السرخسي وزير المأمون و صاحب تدبيره توفي سنة (202 هـ) و قد مرت ترجمته سابقا.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست