نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم جلد : 1 صفحه : 80
و أحسن من ذلك كله قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قد أتاه أعرابي فقال: بأبي أنت و أمي أكرم الناس حسبا!فقال: «أحسنهم خلقا و أفضلهم تقوى» ، فانصرف الأعرابي. فقال: «ردّوه» ثم قال: «يا أعرابي لعلك أردت نسبا؟»
قال: نعم. قال: «يوسف صدّيق اللّه بن يعقوب إسرائيل اللّه بن إسحاق ذبيح اللّه بن إبراهيم خليل اللّه فأين مثل هؤلاء الآباء في جميع الدنيا!ما كان فيها مثلهم أبدا» و قال الشاعر:
و لم أر كالأسباط والد # و لا كأبيهم والدا حين ينسب
و دخل عيينة بن حسن الفزاري على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فانتسب ثم قال: أنا ابن الأشياخ الأكارم، فقال صلى اللّه عليه و سلم: «أنت إذا يوسف صدّيق اللّه بن يعقوب إسرائيل اللّه بن إسحاق ذبيح اللّه بن إبراهيم خليل اللّه» ، و قال صلى اللّه عليه و سلم: «خير البشر آدم، عليه السلام، و خير العرب محمد صلى اللّه عليه و سلم، و خير الفرس سلمان، و خير الروم صهيب، و خير الحبشة بلال» رحمهم اللّه أجمعين.
مساوئ الافتخار
روي عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لا تفخروا بآبائكم في الجاهلية، فوالذي نفسي بيده لما يد حرج الجعل [1] بأنفه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية» [2] . قيل: و كان الحسن البصري يقول: ابن آدم لم تفتخر و إنما خرجت من مسيل بولين نطفة مشجت بأقذار؟.
و قال بعضهم لرجل يتبختر: يا هذا إن أولك نطفة قذرة و آخرك جيفة منتنة و أنت فيما بينهما وعاء عذرة فما هذه المشية؟قال: و قيل لعامر بن قيس: ما تقول في الإنسان؟قال ما أقول فيمن إن جاع ضرع و إن شبع طغى.
و روي عن ابن عباس أنه قال: يتفاضلون في الدنيا بالشرف و البيوتات و الإمارات و العتاق و الجمال و الهيئة و المنطق و يتفاضلون في الآخرة بالتقوى و اليقين، فأتقاهم أحسنهم يقينا و أزكاهم عملا و أرفعهم درجة أعقلهم، و قيل في ذلك:
يزين الفتى في النّاس صحة عقله # و إن كان محظورا عليه مكاسبه
يشين الفتى في النّاس قلّة عقله # و إن كرمت آباؤه و مناسبه