responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 75

الكرام. فلما كان من الغد أتاها معاوية فسلم عليها، فقالت: على المؤمنين السلام و على الكافرين الهوان. ثم قالت: من منكم ابن العاص؟قال عمرو: ها أنا ذا. فقالت: و أنت تسب قريشا و بني هاشم و أنت أهل السب و فيك السب و إليك يعود السب يا عمرو!إني و اللّه لعارفة بعيوبك و عيوب أمك، و إني أذكر لك ذلك عيبا عيبا، ولدت من أمة سوداء مجنونة حمقاء تبول من قيام و يعلوها اللئام، إذا لامسها الفحل كانت نطفتها أنفذ من نطفته، ركبها في يوم واحد أربعون رجلا، و أما أنت فقد رأيتك غاويا غير راشد و مفسدا غير صالح، و لقد رأيت فحل زوجتك على فراشك فما غرت و لا أنكرت، و أما أنت يا معاوية فما كنت في خير و لا ربيت في خير فما لك و لبني هاشم، أ نساء بني أمية كنسائهم أم أعطى أمية ما أعطى هاشم في الجاهلية و الإسلام؟و كفى فخرا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال معاوية: أيتها الكبيرة أنا كافّ عن بني هاشم.

قالت: فإني أكتب عليك عهدا، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، دعا ربه أن يستجيب لي خمس دعوات فأجعل تلك الدعوات كلها فيك. فخاف معاوية و حلف لها أن لا يسب بني هاشم أبدا. فهذا آخر ما كان بين معاوية و بني هاشم من المفاخرة، و اللّه أعلم.

محاسن مجالس أبي العباس السفاح في المفاخرة

قيل: كان أبو العباس يطيل السهر و يعجبه الفصاحة و منازعة الرجال، فسهر ذات ليلة و عنده أناس من مضر و فهر و فيهم خالد بن صفوان بن الأهتم التميمي و ناس من اليمن فيهم إبراهيم بن مخرمة الكندي، فقال أبو العباس: هاتوا و اقطعوا ليلتنا بمحادثتكم. فبدأ إبراهيم بن مخرمة و قال: يا أمير المؤمنين إن أخوالكم هم الناس و هم العرب الأول الذين دانت لهم الدنيا و كانت لهم اليد العليا، ما زالوا ملوكا و أربابا، توارثوا الرئاسة كابرا عن كابر و آخرا عن أول، يلبس آخرهم سرابيل أوّلهم، يعرفون بيت المجد و مآثر الحمد، منهم النعمانات و المنذرات و القابوسات، و منهم غسيل الملائكة، و منهم من اهتزّ لموته العرش، و منهم مكلم الذئب، و منهم من كان يأخذ كل سفينة غصبا و يحوي في كل نائبة نهبا، و منهم أصحاب التيجان و كماة الفرسان، ليس من شي‌ء و إن عظم خطره و عرف أثره من فرس رائع و سيف قاطع أو مجن واق أو درع حصين أو درة مكنونة إلا و هم أربابها و أصحابها، إن حل ضيف أقروه، و إن سألهم سائل أعطوه، لا يبلغهم مكاثر و لا يطاولهم مطاول و لا مفاخر، فمن مثلهم يا أمير المؤمنين؟البيت يمان و الحجر يمان و الركن يمان و السيف يمان. فقال أبو العباس: ما أرى مضر تقول بقولك هذا و ما أظن خالدا يرضى بذلك. فقال خالد: إن أذن أمير المؤمنين و أمنت المؤاخذة تكلمت. فقال أبو العباس: تكلم و لا ترهب أحدا. فقال خالد: يا

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست