نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم جلد : 1 صفحه : 73
الفراشين، لا المضطر إليهم عرفوه و لا الظاعن عنهم فقدوه، و ليت شعري بأي قدم تتعرض للرجال و بأي حسب تبارز عند النضال، أ بنفسك فأنت الوغد الزنيم أم بمن تنتمي إليه، فأهل السفه و الطيش و الدناءة في قريش، لا بشرف في الجاهلية شهروا، و لا بقديم في الإسلام ذكروا، غير أنك تتكلم بغير لسانك، و تنطق بغير أركانك، و اللّه لكان أبين للفضل و أطهر للعدوان أن ينزلك معاوية منزلة البعيد السحيق، فإنه طالما سلس داؤك، و طمح بك رجاؤك إلى الغاية القصوى التي لم يخضر بها رعيك و لم يورق بها غصنك. قال: عبد اللّه بن جعفر:
أقسمت عليك لما أمسكت فإنك عني ناضلت و لي فاوضت. قال ابن عباس: دعني و العبد فإنه قد كان يهدر خاليا إذ لا يجد مراميا، و قد أتيح له ضيغم شرس، و للأقران مفترس، و للأرواح مختلس. فقال عمرو بن العاص: دعني يا أمير المؤمنين انتصف منه فو اللّه ما ترك شيئا. قال ابن عباس: دعه فلا يبقي المبقي إلا على نفسه، فو اللّه أن قلبي لشديد، و إن جوابي لعتيد، و باللّه الثقة، فإني كما قال نابغة بني ذبيان:
و قبلك ما قذعت [1] و قاذعوني # فما نزر الكلام و لا شجاني
يصدّ الشّاعر العرّاف عنّي # صدود البكر عن قرم هجان
محاسن كلام غانمة بنت غانم في شرف بني هاشم و فخرهم
قيل: و لما بلغ غانمة بنت غانم سب معاوية و عمرو بن العاص بني هاشم قالت لأهل مكة:
أيها الناس إن قريشا لم تلد من رقم و لا رقم، سادت و جادت، و ملّكت فملكت، و فضّلت ففضلت، و اصطفيت فاصطفت، ليس فيها كدر عيب و لا أفن ريب، و لا حشروا طاغين و لا حادوا نادمين، و لا المغضوب عليهم و لا الضالين، إن بني هاشم أطول الناس باعا و أمجد الناس أصلا و أحلم الناس حلما و أكثر الناس عطاء، منا عبد مناف الذي يقول فيه الشاعر:
كانت قريش فتفلّقت # فالمحّ خلصها لعبد مناف
و ولده هاشم الذي هشم الثريد لقومه، و فيه يقول الشاعر:
هشم الثّرد لقومه و أجارهم # و رجال مكّة مسنتون عجاف
ثم منّا عبد المطلب الذي سقينا به الغيث، و فيه يقول الشاعر:
و نحن سنيّ المحل قام شفيعنا # بمكّة يدعو و المياه تغور