نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم جلد : 1 صفحه : 63
قال: و أي هاماتها؟قالوا: ذهل. قال أذهل الأكبر أم ذهل الأصغر؟قالوا: بل ذهل الأكبر.
قال: أمنكم عوف الذي كان يقول لا حر بوادي عوف. قالوا: لا. قال: أ فمنكم بسطام بن قيس صاحب اللواء و منتهى الأحياء؟قالوا: لا. قال: أ فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار و مانع الجار؟قالوا: لا. قال: أ فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة؟قالوا: لا. قال:
فأنتم أخوال الملوك من كندة؟قالوا: لا. قال: أصهار الملوك من لخم؟قالوا: لا. قال:
فلستم ذهل الأكبر إذا أنتم ذهل الأصغر، فقام إليه غلام أعرابي حسن بقل [1] وجهه فأخذ بزمام ناقته و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، على ناقته يسمع مخاطبته، فقال:
لنا على من سالنا أن نسأله # و العبء لن نعرفه أو تحمله
يا هذا إنك سألتنا أي مسألة شئت فلم نكتمك شيئا فأخبرنا ممن أنت؟فقال أبو بكر، رضي اللّه عنه: من قريش. قال: بخ بخ أهل الشرف و الرئاسة، فأخبرني من أي قريش أنت؟ قال: من تميم بن مرة. قال: أ فمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر فكان يقال له مجمع؟قال أبو بكر: لا. قال: أ فمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه و رجال مكة مسنتون [2] عجاف؟قال أبو بكر: لا. قال: أ فمنكم شيبة الحمد الذي كان وجهه قمرا يضيء ليلة الظلمة الداجية مطعم طير السماء؟قال: لا. قال: أ فمن المفيضين بالناس أنت؟قال: لا. قال أ فمن أهل الرفادة أنت؟قال: لا. قال: أ فمن أهل السقاية أنت؟قال: لا. قال: أ فمن أهل الحجابة أنت؟قال: لا. قال: أما و اللّه لو شئت لأخبرتك أنك لست من أشراف قريش، فاجتذب أبو بكر زمام ناقته منه كهيئة المغضب، فقال الأعرابي:
صادف درّ السّيل در يدفعه # في هضبة ترفعه و تضعه
فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال علي: فقلت يا أبا بكر إنك لقد وقعت من هذا الأعرابي على باقعة! [3] فقال: أجل يا أبا الحسن ما من طامة إلا فوقها طامة و إن البلاء موكل بالمنطق.
محاسن كلام الحسن بن علي رضي اللّه عنه
قيل: و أتى الحسن بن علي، رضي اللّه عنه، معاوية بن أبي سفيان و قد سبقه ابن عباس فأمر معاوية فأنزل، فبينا معاوية مع عمرو بن العاص و مروان بن الحكم و زياد بن أبي سفيان يتحاورون في قديمهم و حديثهم و مجدهم، فقال معاوية: أكثرتم الفخر فلو حضركم