responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 55

قال لأم سلمة: أرسلي معي ابن ابنتك و لك مني عهد اللّه و ميثاقه أن أرده إليك كما أخذته منك، فجاء به إلى مسلم فجلس عمرو بن عثمان على طرف سريره، فلما تقدم يزيد بن عبد اللّه قال:

تبايع ليزيد أمير المؤمنين على أنك من خوله مما أفاء اللّه عليه بأسياف المسلمين إن شاء وهب و إن شاء أعتق و إن شاء استرق؟فقال: لا. أنا أقرب إلى أمير المؤمنين منك. فقال: و اللّه لا أستقبلها منك أبدا!فقال عمرو بن عثمان: أنشدك اللّه!فإني أخذته من أم سلمة بعهد اللّه و ميثاقه أن أرده إليها، قال: فركله و رمى به من فوق السرير فقال: لو قلتها ما أقلتك. فقتل يزيد بن عبد اللّه، ثم أتي بمحمد بن أبي جهم فقال له: أنت القائل اقتلوا سبعة عشر من بني أمية لا تروا شرا أبدا؟قال: قد قلتها و لكن لا يطاع لقصير أمر، أرسل يدي من غلي و قد برئت مني الذمة. قال: لا حتى أقدمك إلى النار. فضرب عنقه، ثم جاءوه بمعقل بن سنان و كان جالسا في بيته فأتاه مائة رجل من قومه فقالوا: اذهب بنا إلى الأمير حتى نبايعه، فقال إني قد قلت له كلمة و إني أتخوفه. قالوا: لا و اللّه لا يصل إليك أبدا. فلما بلغوا الباب أدخلوا معقلا و غلقوا الباب، فلما نظر إليه مسلم قال: إني أرى الشيخ قد لغب‌ [1] ، اسقوه من الثلج الذي زودنيه أمير المؤمنين. قال: فخاضوا له ثلجا بعسل فشربه. و قال: أشربت؟قال: نعم. قال: و اللّه لا تبوله من مثانتك أبدا. أنت القائل اركب فيلا أو فيلة و تكن أبا يكسوم؟قال: أما و اللّه لقد تخوفت ذلك منك و لكن غلبتني عشيرتي. قال: فجعل يفزر جبة عليه من برود و يقول: أما و اللّه يا أعداء اللّه ما شققتها جزعا من الموت و لكني أخشى أن تسلبوا منها. فضربت عنقه.

ثم سار إلى مكة حتى إذا بلغ قفا المشلل‌ [2] دنف فدعا بحصين بن نمير الكندي فقال: يا بردعة الحمار و اللّه ما خلق أحدا هو أبغض إلي منك، و لو لا أن أمير المؤمنين أمرني أن أستخلفك ما استخلفتك، أ تسمع؟قال: نعم. قال: لا يكون إلا الوقاف‌ [3] ثم الثقاف‌ [4] ثم الانصراف، لا تمكن أذنيك من قريش.

ثم مات مسلم، لا رحمه اللّه، فدفن بقفا المشلل، و كانت أم يزيد بن عبد اللّه بن زمعة بأسناده فخرجت إليه فنبشته و أحرقته بالنار و أخذت أكفانه فشققتها و علقتها بالشجرة.

قال أبو معشر: أقبلت من مكة حتى إذا كنت بقفا المشلل عند قبر مسلم إذا رجل من أهل الشام ممن حضر وقعة الحرة يسايرني، فقلت له: هذا قبر مسلم بن عقبة. فقال: أحدثك


[1] لغب: تعب.

[2] المشلل: اسم مكان.

[3] الوقاف: التوقف و عدم ملاقاة العدو.

[4] الثقاف: النصر و الغلبة على الأعداء.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست