responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 426

و منهم أبو دلامة دخل على المنصور فقال: يا أمير المؤمنين تأمر لي بكلب صيد؟قال:

أعطوه. قال: كلب بلا صقر؟قال: أعطوه صقرا. قال: كلب و صقر بلا بازبان؟قال: أعطوه غلاما بازبانا. قال فلا بدّ لهم من دار!قال: أعطوه دارا. قال: فمن أيّ شي‌ء يعيشون؟قال:

قد أقطعتك أربع مائة جريب منها مائتا جريب عامر و مائتان غامر. قال: و ما الغامر!قال:

الخراب. قال: فأنا أقطعتك أربعة آلاف جريب بالدهناء غامرة. قال: فقد جعلتها كلّها عامرة فهل بقي لك شي‌ء؟قال: نعم تدعني أقبّل يدك. قال: ليس إلى ذلك سبيل. فقال: ما منعتني شيئا أهون على عيالي من هذا.

قال: و بعث المنصور إلى زياد بن عبد اللّه مالا و أمره أن يفرّقه في القواعد و الأيتام و العميان، فدخل إليه أبو حمزة الرقيّ فقال: أصلح اللّه أمير المؤمنين!قد بلغني الكبر فاكتبني في القاعدين. قال: يغفر اللّه لك إنّما القواعد النساء اللواتي قعدن عن الأزواج. قال: فاكتبني في العميان فإنّ اللّه جلّ ذكره يقول: فَإِنَّهََا لاََ تَعْمَى اَلْأَبْصََارُ وَ لََكِنْ تَعْمَى اَلْقُلُوبُ اَلَّتِي فِي اَلصُّدُورِ [الحاج: 46]، و أنا أشهد أن قلبي أعمى، و اكتب ولدي في الأيتام فإن من كنت أباه فهو يتيم. قال: اكتبوه في العميان و اكتبوا ولده في الأيتام.

قال و قالت أعرابيّة لحاتم بن عبد اللّه الطائيّ: أتيتك من بلاد نائية شاسعة تخفضني خافضة و ترفعني رافعة لملمّات من الأمور نزلن بي فبرين عظمي و أذهبن لحمي فتركني بالجريض قد ضاق بي البلد العريض، لم يتركن لي سبدا [1] و لم يبقين لي لبدا، غاب الوالد و هلك الرافد، و أنا امرأة من هوازن أقبلت في أفناء من العرب أسأل عن المرجو نائله و المحمود سائله و المأمون جانبه، فقيل لي أنت فاصنع بي إحدى ثلاث: إمّا أن تحسن صفدي، أو تقيم أودي، أو تردّني إلى بلدي. فقال: اجمعهنّ لك و حبّا. ففعل بها ذلك كلّه.

قال: و جاءت أعرابيّة تسأل فقالت: يا قوم طرائد زمان و فرائس نازلة و لحمان و ضم، نبذتنا الرجال و أنشزتنا الحال و أطمعنا السؤال، فهل من مكتسب للأجر أو راغب في الذّخر؟

و سأل أعرابيّ فقال: سنة جردت و حال جهدت و أيد خمدت فرحم اللّه من رحم و أقرض من لا يظلم.

و سأل أعرابيّ فقال: أين الوجوه الواضحات الصباح، و العقول الراجحات الصّحاح، و الصدور الرّحاب السّماح، و المكارم الثمينة الرّباح؟


[1] السبد: الوبر تقول العرب ما له سبد و لا لبد.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست