responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 422

من بلد يقال له المصيصة [1] من أبناء الغزاة و المرابطين في سبيل اللّه من أبناء الركّاضة و حرسة الإسلام، غزوت مع والدي أربع عشرة غزوة سبعا في البحر و سبعا في البرّ، و غزوت مع الأرمني، قولوا رحم اللّه أبا الحسن، و مع عمر بن عبيد اللّه، قولوا رحم اللّه أبا حفص، و غزوت مع البطّال بن الحسين و الرنرداق‌ [2] بن مدرك و حمدان بن أبي قطيفة، و آخر من غزوت معه يا زمان الخادم، و دخلت قسطنطينيّة و صلّيت في مسجد مسلمة بن عبد الملك، من سمع باسمي فقد سمع و من لم يسمع فأنا أعرّفه نفسي، أنا ابن الغزيّل بن الركان المصّيصي المعروف المشهور في جميع الثغور و الضارب بالسيف و الطاعن بالرمح، سدّ من أسداد الإسلام نازل الملك على باب طرسوس فقتل الذراريّ و سبى النساء، و أخذ لنا ابنان و حملا إلى بلاد الروم فخرجت هاربا على وجهي و معي كتب من التجّار فقطع عليّ و قد استجرت باللّه ثمّ بكم فإن رأيتم أن تردّوا ركنا من أركان الإسلام إلى وطنه و بلده!

فو اللّه ما أتممت الكلام حتى انهالت عليّ الدراهم من كلّ جانب و انصرفت و معي أكثر من مائة درهم. فوثب إليه الشابّ و قبّل رأسه و قال: أنت و اللّه معلّم الخير فجزاك اللّه عن إخوانك خيرا.

أصناف المكدين و أفعالهم‌

منهم المكّيّ و هو الذي يأتيك و عليه سراويل واسع دبيقيّ أو نرسيّ و فيه تكّة أرمنيّة قد شدّها إلى عنقه فيأتي المسجد فيقول: أنا من مدينة مصر ابن فلان التاجر وجّهني أبي إلى مرو في تجارة و معي متاع بعشرة آلاف درهم فقطع عليّ الطريق و تركت على هذه الحال و لست أحسن صناعة و لا معي بضاعة و أنا ابن نعمة و قد بقيت ابن حاجة. و منهم السّحريّ الذي يبكّر إلى المساجد من قبل أن يؤذّن المؤذّن. و الشجوي الذي كان يؤثّر في يده اليمنى و رجليه حتى يري الناس أنّه كان مقيّدا مغلولا و يأخذ بيده تكّة فينسجها يوهّمك أنّه من الخلديّة و قد حبس في المطبق خمسين سنة. و منهم الذرارحيّ الذي يأخذ الذراريح فيشدّها في موضع من جسده من أوّل الليل و يبيت عليه ليلته حتى يتيقّظ فيخرج بالغداة عريانا و قد تنفّط ذلك الموضع و صار فيه القيح الأصفر و يصبّ على ظهره قليل رماد فيوهّم الناس أنّه محترق. و منهم الحاجور و هو الذي يأخذ الحلقوم مع الرئة فيدخل الحلقوم في دبره و يشرّح الرئة على فخذه تشريحا رقيقا و يذرّ عليه دم الأخوين. و منهم الخاقاني الذي يحتال في وجهه حتى يجعله مثل وجه خاقان


[1] المصيصة: مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين انطاكية و بلاد الروم.

[2] هكذا في الأصل.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست