responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 414

ممنوع عنها و ترغب في السلامة من الولد. و الخصيّ إذا تنسّك غزا و لزم الثغور و بادر بماله إلى طرسوس. و قيل فيهم:

و نساء لمطمئنّ مقيم # و رجال إن كانت الأسفار

و قد يرى الخصيّ و كأنّ السيوف تلمع في لونه و كأنّه مرآة صينيّة و جمارة أو قضيب فضّة قد مسّه ذهب و كأنّ في وجنتيه الورد، و يعرض له صبر على طول الركوب و القوّة على كثرة الركض حتى يجاوز في ذلك رجال الأتراك و فرسان الخوارج، و هم أطول الناس أعمارا، و ما ذلك فيما أرى إلاّ لعدم النكاح و قلّة استنزاح النّطف، و لذلك يقال: إنّ البغل أطول أعمارا من سائر الدوابّ و العصفور أقلّها أعمارا، و ما ذلك إلاّ لكثرة سفادة العصفور و قلّة نزو البغال. و لو أن أخوين أحدهما توأم أخيه خصي أحدهما لخرج الخصيّ منهما أجود خدمة و أفطن لأبواب المعاطاة و أذكى عقلا عند المخاطبة من أخيه الذي ولد معه في وقت واحد.

مساوئ الخصيان‌

قيل: كلّ ذي ريح منتنة و كلّ ذي ذفر و صنان كريه المشمّ كالتيس و ما أشبهه فإنّه متى خصي نقص نتنه و ذهب صنانه غير الإنسان فإنّ الخصيّ يعود أنتن ما كان و صنانه أحدّ، و يعتري الخصيان خبث العرق حتى توجد لأجسادهم رائحة لا تكون لغيرهم، و كلّ شي‌ء من الحيوان يخصى فإنّ عظمه يدقّ و يسترخي لحمه و يتبرأ من عظمه و يعود رخصا رطبا بعد أن كان عضلا صلّبا، و الإنسان إذا خصي طال عظمه و عرض و يعرض له طول القدم و اعوجاج الأصابع و يعرض له سرعة التغيّر و التبدّل و الانقلاب من حدّ الرطوبة و البضاضة و ملاسة الجلد و صفاء اللون و رقّته و التقبّض إلى الهزال و سوء الحال، و يعرض للخصيان سرعة الرضى و الغضب و حبّ النميمة و ضيق الصدر لما أودع من سرّ، و ما أكثر ما يعرض للخصيان البول في الفراش و لا سيّما إذا بات أحدهم ممتلئا من النبيذ، و يعرض لهم حبّ الشراب و الإفراط في شهوته، و يعرض لهم سرعة الدمعة و العبث و اللعب بالطير و الفخّ و ما أشبه ذلك و جاء من أخلاق الصبيان، و يعرض لهم الشره عند الطعام و البخل عليه.

و الخصيّ تسخن معدته و تلين جلدته و تنحدر شعرته و يتّسع دبره. و الخاصي ربّما عمد إلى الصبيّ ليخصيه فتتقلّص إحدى خصيتيه و تصير البيضة فهو في موضع لا يمكنه ردّها إلى مكانها فيقطع ما ظهر له و يبقى ذا بيضة واحدة فهو حينئذ لا امرأة و لا رجل و الخصيّ و تخرج لحيته فلا يدعه الناس في دورهم فلا يكون مع الخصيان مقرّبا و لا مع الفحول مستخدما، و قد فاته غشيان النساء و لذّة النسل و التمتّع بشمّ الأولاد.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست