responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 408

و قالت أمّ الجارية:

و ما عليّ أن تكون جاريه # تحفظ بيتي و تردّ العاريه

تمشط رأسي و تكون الفاليه # و تحمل الفاضل من خماريه

حتّى إذا ما بلغت ثمانيه # و زيّنت بنقبة يمانيه

زوّجتها مروات أو معاوية # أزواج صدق بمهور غاليه‌

محاسن برّ البنات‌

عوانة قال: بلغنا أن شيخا من أصحاب معاوية كان يكاتب عليّ بن أبي طالب، رضوان اللّه عليه، و قد كان طعن في السنّ، فبلغ معاوية خبره، فدعاه فقال: أيّها الشيخ إنّك لتكاتب عليّا، رضي اللّه عنه، و لو لا سنّك لقتلتك فلا تفعل و لا تعد. فوقع كتاب له بعد ذلك إلى عليّ، رحمه اللّه، في يدي معاوية فدعاه و قال: أ تعرف هذا الكتاب؟قال: نعم، كتب فأجبته، فأمر معاوية بقتله. فانتهى الخبر إلى ابنة له صغيرة، فجاءت حتى قامت بين يدي معاوية و أنشأت تقول:

معاوي لا تقتل أبا كان مشفقا # علينا فنبقى إنّ فقدناه شرّدا

و توتم أولاد صغار بقتله # و إن تعف عنه كنت بالعفو أسعدا

معاوي هبه اليوم للّه وحده # و للباكيات الصّارخات تلدّدا

معاوي منك العلم و الحلم و التقى # و كنت قديما يا ابن حرب مسدّدا

فعجب معاوية و أصحابه منها و دمعت عيناه و وهبه لها.

قيل: و كان المأمون وجد على قائد من قوّاده فاستصفى ضياعه و داره و أنهب دوابّه و ماله، و كان شيخا فانيا و لم يكن له من الولد إلاّ بنيّة صغيرة، فأجمع أن يضرب في الأرض و يطلب من فضل اللّه جلّ و عزّ و يخلّف بنيّته. فبكت الابنة و قبضت على أبيها و قالت: اقنع بما آتاك اللّه و اصبر على محن الزمان و نوائب الدّهر و الزم الوطن و ارحم وحدتي و ضعفي و قلّة حيلتي أو اذبحني فلا أبتلى بفراقك. فبكى الشيخ و قال:

تقول ابنتي لمّا أردت وداعها # و قد حضرتني نيّة و رحيل

لعلّ المنايا في رحالك تنبري # لنفسك ختلا أو تغولك غول

فتتركني أدعى اليتيمة بعد ما # تبين و عزّي بعد ذاك ذليل‌

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست