responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 397

فقلت: ما هذا الذي فرغ منه؟قال: الحمّام أخلاه لي. قال فقلت: لقد كنت وقعت مني كلّ موقع حتى سمعت هذا. قال: فاسترجع و ذعر و قال: و ما ذاك يا عمّ، يرحمك اللّه؟قلت:

الحمّام لك؟قال: لا. قلت: فما دعاك إلى أن تطرد عنه غاشيته كأنّك تريد بذلك الكبر فتكسر على صاحب الحمّام غلّته و يرجع من أتاه خائبا؟قال: أمّا صاحب الحمّام فإني أرضيه و أعطيه غلّة يومه. قال قلت: هذه نفقة سرف خالطها الكبر، و ما يمنعك أن تدخل الحمّام مع الناس و إنّما أنت كأحدهم؟قال: يمنعني من ذاك أن أرى عورة مسلم و رعاع من الناس يدخلون بغير أزر فأكره رؤية عوراتهم و أكره أن أجبرهم على أزر فيضعون ذلك مني على حدّ هذا السلطان الذي خلّصنا اللّه منه كفافا، فعظني رحمك اللّه عظة أنتفع بها و اجعل لي مخرجا من هذا الأمر.

فقلت له: ادخله ليلا فإذا رجع الناس إلى رحالهم خلا لك الحمّام. قال: لا جرم لا أدخله نهارا أبدا و لو لا شدّة برد بلادنا هذه ما دخلته أبدا، فأقسمت عليك لتطوينّ هذا الخبر عن أبي فإني أكره أن يظلّ عليّ ساخطا و لعلّ الأجل يحول دون الرضى منه.

قال: فأردت أن أسبر عقله فقلت: إن سألني هل رأيت منه شيئا تأمرني أن أكذبه؟قال:

لا معاذ اللّه و لكن قل رأيت شيئا ففطمته عنه و سارع إلى ما أردت من الرجوع، فإنّه لا يسألك عن التفسير لأنّ اللّه جلّ و عزّ قد أعاذه من بحث ما ستر. قال ميمون: فلم أر والدا قطّ و لا ولدا قط، رحمة اللّه و بركاته عليهم، مثلهما.

و ذكروا أن ضرار بن عمرو الضبّيّ ولد له ثلاثة عشر ابنا كلّهم بلغ و رأس فاحتمل ذات يوم. فلمّا رأى بنيه رجالا معهم أهاليهم و أولادهم سرّه ما رأى من هيأتهم ثمّ ذكر نفسه و علم أنّهم لم يبلغوا ذلك حتى أسنّ هو و رقّ و ضعف فقال: من سرّه بنوه ساءته نفسه. فذهبت مثلا.

قيل: و دخل الأمين على أبيه الرشيد و قد عرضت له وصيفة جميلة فلم يزل محمّد ينظر إليها و فطن له أبوه فقال: يا محمّد ما ترى في هذه الوصيفة؟قال: ما أرى بأسا. قال: فهل لك فيها؟قال: أمير المؤمنين أحقّ بها مني. قال: فقد آثرك على نفسه فخذها. فأخذها. فقال الرشيد:

و لي ولد لم أعصه مذ ولدته # و لا شكّ في برّي به مذ ترعرعا

تخيّرته للملك قبل فطامه # و أقطعته الدّنيا فطيما و مرضعا

فلا الملك يخلو باعه من محمّد # و لا هو منه بل هما هكذا معا

فنهض محمّد و معه الجارية فأتبعه طرفه فلمّا غاب قال:

و إنّما أولادنا بيننا # أكبادنا تمشي على الأرض‌

و حكي عن بعض الأعراب أنّه كان يرقّص ولده و يقول:

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست