responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 370

و جميع قراباته أن يتجنّبوا كلامه و معاملته و معاطاته حتى أثّر ذلك في بدنه و تحاماه أقرب الناس إليه من ولد و أهل فلم يدن منه أحد و لم يطف به.

فجاءه محمّد بن إبراهيم الهاشميّ و كان أحد أودّائه، في جوف الليل، فقال له: إنّ لك عندي يدا ما أنساها و معروفا ما أكفره و قد علمت ما تقدّم به أمير المؤمنين في أمرك و ها أنا بين يديك و نصب عينيك فمرني بأمرك فو اللّه لأجعلنّ نفسي وقاية لك. فقال له عبد اللّه خيرا و أثنى عليه و أخبره بعذره فيما وجد عليه الرشيد.

فلمّا دخل عليه قال له: أين كنت في هذه الليلة؟قال: عبدك يا أمير المؤمنين عبد اللّه بن مالك كنت عنده و هو يحلف بطلاق نسائه و عتق مماليكه و صدقة ماله مع عشرين بدنة يهديها إلى بيت اللّه الحرام حافيا راجلا إن كان ما بلغ أمير المؤمنين سمعه اللّه جلّ و عزّ من عبد اللّه و لا اطّلع عليه و لا همّ به أو أظهره. قال: فأطرق الرشيد مليّا مفكّرا و محمّد يلحظه و وجهه يشرق مرّة و يسفر أخرى و كان قد حال لونه حين دخل عليه، ثمّ رفع رأسه فقال: أحسبه صادقا يا محمّد فمره بالرواح إلى الباب. قال: و أكون معه؟قال: نعم. فانصرف محمّد إلى عبد اللّه فبشّره و أمره بالركوب رواحا. فدخلا جميعا، فلمّا أبصر عبد اللّه بالرشيد انحرف نحو القبلة و خرّ ساجدا ثمّ رفع رأسه، فاستدناه الرشيد فدنا و عيناه تهملان فأكبّ عليه و قبّل بساطه و رجليه و موطئ قدميه ثمّ طلب أن يأذن له في الاعتذار. فقال: ما بك حاجة إلى أن تعتذر إذ قد عرفت عذرك.

قال: فكان عبد اللّه بعد ذلك إذا دخل على الرشيد بعض الانقباض، فشكا ذلك إلى محمّد، فقال محمّد: يا أمير المؤمنين إنّ عبدك عبد اللّه يشكو أثرا باقيا من تلك النبوة التي كانت من أمير المؤمنين و يسأل الزيادة في بسطه. فقال الرشيد: إنّا معشر الملوك إذا غضبنا على أحد من بطانتنا ثمّ رضينا عنه بقي لتلك الغضبة أثر لا يخرجه ليل و لا نهار.

قيل: و مدح شاعر أبا حاتم كاتب الديوان فلم يصله بشي‌ء فأنشأ يقول:

لتنصفنّي يا أبا حاتم # أو لأصيرنّ إلى حاكم

أوّل ما أتلفت من ماله # خمسين ألفا في شرى هاشم

خمسين ألفا وضحا كلّها # من مال هذا الملك النّائم‌

فاحتفظها صاحب الخبر و رفعها إلى الرشيد فقال: صدق، لو لا أني نائم ما كانت أموري تجري على هذا السبيل: و أمر بإخراج الجرائد من الدار إليه. فأوّل ما وجد على منصور بن زياد عشرة آلاف ألف درهم.

فحدّث صالح صاحب المصلّى قال: دعاني الرشيد و هو على كرسي فقال: اذهب‌

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست