نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم جلد : 1 صفحه : 318
محاسن المخاطبات
قال: ذكروا أنّ ابن القرّية دخل على عبد الملك بن مروان، فبينا هو عنده إذ دخل بنو عبد الملك عليه، فقال: من هؤلاء الفتية يا أمير المؤمنين؟قال: ولد أمير المؤمنين. قال:
بارك اللّه لك فيهم كما بورك لأبيك فيك و بارك لهم فيك كما بورك لك في أبيك. فحشا فاه درّا.
قال: و قال عمارة بن حمزة لأبي العبّاس و قد أمر له بجوهر نفيس: وصلك اللّه يا أمير المؤمنين و برّك، فو اللّه لئن أردنا شكرك على إنعامك ليقصرنّ شكرنا عن نعمتك كما قصر اللّه بنا عن منزلتك.
قال: و دخل شبيب بن شيبة على المهديّ فقال: يا أمير المؤمنين إن اللّه جلّ و عزّ حيث قسم الدنيا لم يرض لك إلاّ بأرفعها و أشرفها فلا ترض لنفسك من الآخرة إلاّ بمثل ما رضي لك الدنيا، و أوصيك يا أمير المؤمنين بتقوى اللّه فإنّها عليكم نزلت و منكم قبلت و إليكم تردّ.
قال: و قال إبراهيم الموصلي للهادي و قد غنّاه صوتا أعجبه: إنّ من كان محلّه من الانبساط و تقارب الندام محلّي جرّأه البسط على الطلب و بعثته المنادمة على الرجاء، و قد نصب لي أمير المؤمنين لقربي منه مشارع الرغبة و حثّني مكان حالي عنده على الكروع في النهل من يده. فقال له: سل حاجتك شفاها فإني جاعل فعلي إجابتك إليه حاضرا. فسأله قيمة خمس مائة ألف درهم فأعطاه ألف ألف درهم.
قيل: و دخل إسحاق بن إبراهيم الموصلي على الرشيد فقال: كيف حالك؟فقال:
سوامي سوام المكثرين تجمّلا # و مالي كما قد تعلمين قليل
و آمرة بالبخل قلت لها اقصري # فذلك شيء ما إليه سبيل
و كيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى # و رأي أمير المؤمنين جميل
أرى النّاس خلاّن الجواد و لا أرى # بخيلا له في العالمين خليل
فقال الرشيد: هذا و اللّه الشعر الذي صحّت معانيه و قويت أركانه و لذّ على أفواه القائلين و أسماع السامعين، يا غلام احمل إليه خمسين ألف درهم. قال إسحاق: كيف أقبل صلتك يا أمير المؤمنين و قد مدحت شعري بأكثر ممّا مدحتك؟قال الأصمعيّ: فعلمت أنّه أصيد للدرهم مني.
قال: و قال المأمون لإبراهيم بن المهديّ: شاورت في أمرك فأشاروا عليّ بقتلك.
فقال: أمّا أن يكونوا نصحوك فيما جرت به السياسة و حكمت به الرئاسة فقد فعلوا و لكنّك تأبى
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم جلد : 1 صفحه : 318