responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 310

ما ازددت في أدبي حرفا أسرّ به # إلاّ تبيّنت حرفا تحته شوم

إنّ المقدّم في حذق بصنعته # أنّى توجّه فيها فهو محروم‌

مساوئ اللحن‌

قال يونس بن حبيب النحويّ: أول من أسّس العربيّة و فتح بابها و نهج سبيلها أبو الأسود الدئلي و اسمه ظالم بن عمرو. فقال له الحجّاج: أ تسمعني ألحن على المنبر؟قال: كلاّ، الأمير أفصح العرب. قال: أقسمت عليك!قال: حرفا واحدا تلحن فيه. فقال: و ما هو؟ قال: في القرآن. قال: ذاك أشنع له، فما هو؟قال: تقول لو كان آباؤكم و أبناؤكم، حتى تبلغ:

أحبّ إليكم من اللّه و رسوله، تقرأها بالرفع. قال فقال له: لا جرم لا تسمع لي لحنا أبدا.

فنفاه إلى خراسان و عليها يزيد بن المهلّب. فكتب يزيد إلى الحجّاج: إنّا لقينا العدوّ و فعلنا و صنعنا و اضطررناهم إلى عرعرة الجبل، فقال الحجّاج: ما لابن المهلّب و لهذا الكلام؟فقيل:

ظالم بن عمرو هناك. قال: فذاك إذا.

قال و قال المأمون و قد سمع من بعض ولده كلاما أسرع فيه اللحن إلى لسانه: ما على أحدكم أن يتعلّم العربيّة فيقيم بها أوده و يزيّن مشهده و يتملّك مجلس سلطانه بظاهر بيانه و يقلّ حجج خصمه بسكنات حكمته، أو يسرّ أحدكم أن يكون لسانه كلسان عبده و أمته و لا يزال أسير كلمته؟قاتل اللّه القائل حيث يقول:

أ لم تر مفتاح الفؤاد لسانه # إذا هو أبدى ما يقول من الفم

و كائن ترى من صامت لك معجب # زيادته أو نقصه في التكلّم

لسان الفتى نصف و نصف فؤاده # و لم يبق إلاّ صورة اللّحم و الدّم‌

و في الحديث المرفوع: «رحم اللّه عبدا أصلح لسانه» .

قيل: و كتب غسّان بن رفيع إلى أبي عثمان بكر بن محمّد المازني النحويّ:

تفكرت في النّحو حتى مللت # و أتعبت نفسي به و البدن

و أتعبت بكرا و أصحابه # بطول المسائل في كلّ فنّ

فكنت بظاهره عالما # و كنت بباطنه ذا فطن

خلا أنّ بابا عليه العفا # ء للفاء يا ليته لم يكن

و للواو باب إلى جنبه # من المقت أحسبه قد لعن

إذا قلت هاتوا لما ذا يقا # ل لست بآتيك أو تأتين

أجيبوا لما قيل هذا كذا # على النّصب قالوا لإضمار أن‌

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست