responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 276

فإن سطوت فبذنوبنا و إن عفوت فبحلمك و الحجّة لك علينا. فقال الحجّاج: أنت و اللّه أحبّ إلينا قولا ممّن يدخل علينا و سيفه يقطر من دمائنا و يقول: و اللّه ما فعلت و ما شهدت، أنت آمن يا شعبيّ!فقلت: أيّها الأمير اكتحلت و اللّه بعدك السهر و استحلست‌ [1] الخوف و قطعت صالح الأخوان و لم أجد من الأمير خلفا. فقال: صدقت فانصرف. فانصرفت.

محاسن كتمان السر

قال: كان المنصور يقول: الملوك تحتمل كلّ شي‌ء من أصحابهم إلاّ ثلاثا: إفشاء السرّ، و التعرّض للحرم، و القدح في الملك. و كان يقول: سرّك من دمك فانظر من تملّكه. و كان يقول: سرّك لا يطلع عليه غيرك. إنّ من أنفذ البصائر كتمان السرّ حتى يبرم المبروم.

و قيل لأبي مسلم صاحب الدولة: بأيّ شي‌ء أدركت هذا الأمر؟فقال: ارتديت بالكتمان و اتّزرت بالحزم و حالفت الصبر و ساعدت المقادير فأدركت ظنّي و حزت حدّ بغيتي، و أنشد:

أدركت بالحزم و الكتمان ما عجزت # عنه ملوك بني مروان إذ حشدوا

ما زلت أسعى عليهم في ديارهم # و القوم في غفلة بالشّام قد رقدوا

حتى ضربتهم بالسّيف فانتبهوا # من نومة لم ينمها قبلهم أحد

و من رعى غنما في أرض مسبعة # و نام عنها تولّى رعيها الأسد

قال: و قال عبد الملك بن مروان للشعبيّ، لمّا دخل عليه: جنّبني خصالا أربعا: لا تطرينّي في وجهي، و لا تجرينّ عليّ كذبة، و لا تغتابنّ عندي أحدا، و لا تفشينّ لي سرّا.

و قال النبيّ صلى اللّه عليه و سلم: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإنّ كلّ ذي نعمة محسود» [2] . و أنشد المنقريّ في ذلك:

النّجم أقرب من سرّ إذا اشتملت # منّي على السّرّ أضلاع و أحشاء

و قال غيره:

و نفسك فاحفظها و لا تفش للورى # من السّرّ ما يطوي عليه ضميرها

فما يحفظ المكتوم من سرّ أهله # إذا عقد الأسرار ضاع كبيرها

من القوم إلاّ ذو عفاف يعينه # على ذاك منه صدق نفس و خيرها

قال: و قال معاوية بن أبي سفيان: أعنت على عليّ، رضي اللّه عنه، في أربع خصال:


[1] استحلست: مأخوذة من الحلس و هو ما يجلس عليه: أي افترشت الخوف.

[2] ذكره أبو نعيم في الحلية (5/215) ، و ابن عبد البر في التمهيد (10/152) .

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست