responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 266

و لا يتواصلون تواصل الجيران، قد طحنهم بكلكله البلى و أكلتهم الجنادل و الثرى. ثمّ قال:

إنّ الأزواج بعدكم قد نكحت، إلى آخر الخبر.

مساوئ صفة الدنيا

قال الحسن البصريّ: بينا أنا أطوف بالبيت إذا أنا بعجوز متعبّدة، فقلت: من أنت؟ فقالت: من بنات ملوك غسان. قلت: فمن أين طعامك؟قالت: إذا كان آخر النهار في كلّ يوم تجيئني امرأة متزيّنة فتضع بين يديّ كوزا من ماء و رغيفين. قلت لها: أ تعرفين المرأة؟قالت:

اللهمّ لا. قلت: هذه الدنيا خدمت ربّك جلّ و عزّ فبعث إليك بالدنيا فخدمتك على رغم أنفها.

و زعموا أن زياد ابن أبيه مرّ بالحيرة فنظر إلى دير هناك فقال لحاجبه: ما هذا؟قال: دير حرقة بنت النعمان بن المنذر. فقال: ميلوا بنا إليها نسمع كلامها. فجاءت إلى وراء الباب فكلّمها الخادم فقال لها: كلّمي الأمير. فقالت: أوجز أو أطيل؟قال: بل أوجزي. قالت: كنّا أهل بيت طلعت الشمس و ما على الأرض أعزّ منّا غابت تلك الشمس حتى رحمنا عدوّنا. قال:

فأمر لها بأوساق من شعير. فقالت: أطعمتك يد شبعى جاعت و لا أطعمتك يد جوعى شبعت.

فسرّ زياد بكلامها و قال لشاعر: قيّد هذا الكلام لا يدرس فقال:

سل الخير أهل الخير قدما و لا تسل # فتى ذاق طعم الخير منذ قريب‌

و في مثل هذا قول أعرابيّ و قد دعا لرجل بره: مسّتك يد أصابت فقرا بعد غنى و لا مسّتك يد أصابت غنى بعد فقر.

و يقال: إن فروة بن إياس بن قبيصة انتهى إلى دير حرقة بنت النعمان فألفاها و هي تبكي.

فقال لها: ما يبكيك؟فقالت: ما من دار امتلأت سرورا إلاّ امتلأت ثبورا، ثمّ قالت:

فبينا نسوس النّاس و الأمر أمرنا # إذا نحن فيهم سوقة نتقسّم‌

و قالت:

فأفّ لدنيا لا يدوم نعيمها # و أفّ لعيش لا يزال يهضّم‌

قال: و قالت حرقة بنت النعمان لسعد بن أبي وقّاص: لا جعل اللّه لك إلى لئيم حاجة و عقد لك المنن في أعناق الكرام، و لا أزال بك عن كريم نعمة، و لا أزالها بغيرك إلاّ جعلك السبب لردّها عليه.

قال و قال عبد الملك بن مروان لسلمة بن زيد الفهمي: أيّ الزمان أدركت أفضل و أيّ الملوك؟فقال: أمّا الملوك فلم أر إلاّ ذامّا أو حامدا، و أمّا الزمان فيضع قوما و يرفع آخرين

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست