responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 262

الخشب و أتى به منزله و خرج هاربا من أهله، فأخذت المرأة المزود فإذا دقيق حوّارى فعجنته و خبزت. فلمّا جاء قال: من أين هذا؟قالت: الدقيق الذي جئت به.

و عن أبي عبد اللّه القرشيّ عن رجل قال: دخلت بئر زمزم فإذا أنا بشخص ينزع الدلو ممّا يلي الركن، فلمّا شرب أرسل الدلو فأخذته فشربت فضلته فإذا هو سويق لوز لم أر سويق اللوز أطيب منه، فلمّا كانت القابلة في ذلك الوقت دخل الرجل و قد أسبل ثوبه على وجهه و نزع الدلو و شرب و أرسل الدلو، فأخذته و شربت فضلته فإذا هو ماء مضروب بالعسل لم أشرب شيئا قطّ أطيب منه، فأردت أن آخذ طرف ثوبه فأنظر من هو ففاتني، فلمّا كان في السنة الثالثة قعدت قبالة زمزم فلمّا كان في ذلك الوقت جاء الرجل و قد أسبل ثوبه على وجهه فدخل فأخذت طرف ثوبه، فلمّا شرب من الدلو و أرسلها قلت: يا هذا أسألك بربّ هذه البنيّة من أنت؟قال: تكتم عليّ حتى أموت؟قلت: نعم. قال: أنا سفيان، و هو الثوري، فتناولت فضلته فإذا هو ماء مضروب بالسّكّر الطّبرزد لم أر قط أطيب منه، فكانت تلك الشربة تكفيني إذا شربتها إلى مثلها من الوقت لا أجد جوعا و لا عطشا.

و قال الأصمعيّ: رأيت أعرابيّا يكدح جبينه بالأرض يريد أن يجعل سجادة فقلت: ما تصنع؟قال: إني وجدتها نعم الأثر في وجهه الرجل الصالح.

و ممّا قيل من الشعر من هذا الفنّ منهم بشّار حيث يقول:

كيف يبكي لمحبس في طلول # من سيقضي ليوم حبس طويل

إنّ في البعث و الحساب لشغلا # عن وقوف برسم دار محيل‌

و لمحمّد بن بشير:

ويل لمن لم يرحم اللّه # و من تكون النّار مثواه

يا حسرتا في كلّ يوم أتى # يذكرني الموت و أنساه

كأنّه قد قيل في مجلس # قد كنت آتيه و أغشاه

صار البشيريّ إلى ربّه # يرحمنا اللّه و إيّاه‌

و لجرير:

إنّ الشّقيّ الّذي في النّار منزله # و الفوز فوز الّذي ينجو من النّار

يا ربّ قد أسرفت نفسي و قد علمت # علما يقينا لقد أحصيت آثاري

فاغفر ذنوبا إلهي قد أحطت بها # ربّ العباد و زحزحني عن النّار

و لذي الرمّة بيت:

إن تنج منها تنج من ذي عظيمة # و إلاّ فإني لا إخالك ناجيا

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست