إذا ما الدّهر جرّ على أناس # كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشّامتين بنا أفيقوا # سيلقى الشّامتون كما لقينا
و لعبدة بن الطبيب في قيس بن عاصم:
عليك سلام اللّه قيس بن عاصم # و رحمته ما شاء أن يترحّما
سلام امرئ ولّيته منك نعمة # إذا زار عن شحط بلادك سلّما
فما كان قيس هلكه هلك واحد # و لكنّه بنيان قوم تهدّما
البسّامي يرثي عبيد اللّه بن سليمان بن وهب:
قد انقضى العيش و مات الكمال # و قال صرف الدّهر أين الرّجال
هذا أبو القاسم في نعشه # قوموا انظروا كيف تزول الجبال
و له فيه:
لست مستسقيا لقبرك غيثا # كيف يظمأ و قد تضمّن بحرا
أنت أولى بأن تعزّى من النّا # س فقد مات بعدك النّاس طرّا
و لأبي الحسين بن أبي البغل:
بعدت ديارك غير أني موجع # و الهمّ منّي في الحشا متداني
فاذهب فقد عمرت بشخصك حفرة # فضلت على متشامخ البنيان
و لئن صبرت فما صبرت تسلّيا # لكنّ ذلك غاية الولهان
مساوئ ما قيل في المراثي
القاسم بن عبيد اللّه عند موته:
لا تأمننّ الدّهر إني أمنته # فلم يبق لي حالا و لم يرع لي حقّا
قتلت صناديد الرّجال فلم أدع # عدوّا و لم أترك على ظهرها خلقا
و أفنيت دار الملك من كلّ بارع # فشتّتتهم غربا و شرّدتهم شرقا
فلمّا بلغت النّجم عزّا و رفعة # و صارت رقاب الخلق أجمع لي رقّا
رماني الرّدى سهما فأخمد جمرتي # فها أنا ذا في حفرتي ميّتا ألقى
و لم يغن عني ما جمعت و لم أجد # لدى قابض الأرواح في فعله رفقا
و لبعضهم في القاسم بن عبيد اللّه:
خرجت من الدّنيا ذميما إلى القبر # فلا أحد يأسى و لا عبرة تجري