responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 255

من سيفك!قال: أجل يا أمير المؤمنين هو لك لا عليك. فقال له: هل لك حاجة في ذات نفسك؟قال: لا حاجة لي في شي‌ء خاص دون عام.

و عن أبي بكر الهذلي قال: بعث عمر بن هبيرة إلى الحسن البصري و ابن سيرين و الشعبيّ فقدموا عليه و هو بواسط، و كان رجلا يحبّ حسن السيرة و يسمع من الفقهاء، فلمّا دخلوا عليه ألطفهم و أمر لهم بنزل و حسن ضيافة، فأقاموا على بابه شهرا، فغدا عليهم حسن بن هبيرة ذات يوم فقال: إنّ الأمير داخل عليكم، فجاء يتوكّأ على عكاز له حتى دخل فسلّم ثمّ قال: إنّ يزيد بن عبد الملك عبد من عبيد اللّه أخذ عهودهم و أعطاهم عهده كي يسمعوا له و يطيعوا، و إنّه يأتيني منه كتب أعرف في تنفيذها الهلكة فإن أطعته عصيت اللّه، فما ذا تأمرون؟فقال الحسن: يا ابن سيرين أجب الأمير. فسكت. فقال للشعبي: أجب الأمير. فتكلّم بكلام هيبة، فقال: يا أبا سعيد ما تقول؟فقال: أمّا إذ سألتني فإنّه يحق عليّ أن أجيبك: إنّ اللّه جلّ و عزّ مانعك من يزيد و لن يمنعك يزيد من اللّه، و إنّه يوشك أن ينزل بك ملك من السماء فيستنزلك من سريرك و سعة قصورك إلى باحة دارك ثمّ يخرجك من باحة دارك إلى ضيق قبرك ثمّ لا يوسّع عليك إلا عملك. يا ابن هبيرة إني أنهاك عن اللّه جلّ و عزّ، فإنّما جعل جلّ و عزّ السلطان ناصرا لعباده و دينه فلا تركبوا عباد اللّه سلطان اللّه فتذلّوهم فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

يا ابن هبيرة لا تأمنن أن ينظر اللّه جلّ و عزّ إليك عند أقبح ما تعمل في طاعته نظرة مقت فيغلق عنك باب الرحمة. يا ابن هبيرة إني قد أدركت أناسا من صدور هذه الأمّة كانوا فيما أحلّ اللّه لهم أزهد منكم فيما حرّم اللّه عليكم، و كانوا لحسناتهم أن لا تقبل أخوف منكم لسيئاتكم أن لا تغفر، و كانوا لثواب الآخرة أبصر منكم لمتاع الدنيا بأعينكم، و كانوا على الدنيا و هي عليهم مقبلة أشدّ إدبارا من إقبالكم عليها و هي عنكم مدبرة. يا عمر إني أخوّفك مقاما خوّفك اللّه جلّ و عزّ من نفسه فقال: ذلك أن خاف مقامي و خاف وعيدي. يا عمر إن تكن مع اللّه على يزيد بكفك اللّه بائقته، و إن تكن مع يزيد على اللّه يكلك إليه. قال: فبكى ابن هبيرة و قام في عبرته و انصرف و أرسل إليهم من الغد بجوائزهم و أعطى الحسن أربعة آلاف درهم و ابن سيرين و الشعبيّ ألفين ألفين. فخرج الشعبي إلى المسجد و قال: من قدر منكم أن يؤثر اللّه جلّ و عزّ على خلقه فليفعل، فإنّ ابن هبيرة أرسل إليّ و إلى الحسن و ابن سيرين فسألنا عن أمر. و اللّه ما علم الحسن شيئا جهلته و لا علمت شيئا جهله ابن سيرين و لكنّا أردنا وجه ابن هبيرة فأقصانا اللّه جلّ و عزّ و قصّر بنا، و أراد الحسن وجه اللّه فحباه تبارك اسمه و زاده.

و عن المدائنيّ عن عليّ بن حرب قال: قال الشعبيّ: جمعنا عمر بن هبيرة بواسط و فينا الحسن البصريّ فقال: أنا وليّ هذه الرعيّة و ربّما كان مني الشي‌ء الذي لا أرضاه و أمور ترد عليّ‌

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست