responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 251

محاسن المواعظ

قال: و حكي عن الأوزاعي قال: بعث إليّ المنصور فقال: لم تبطئ عنّا؟قلت: و ما تريد منّا؟قال: لآخذ عنكم و أقتبس منكم. فقلت له: مهلا فإن عروة بن رويم أخبرني أن نبيّ اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: «من جاءته موعظة من ربه فقبلها شكر اللّه له ذلك، و من جاءته فلم يقبلها كانت حجّة عليه يوم القيامة» ، مهلا فإنّ مثلك لا ينبغي له أن ينام. إنّما جعلت الأنبياء رعاة لعلمهم بالرعيّة يجبرون الكسير و يسمنون الهزيلة و يردّون الضالّة فكيف من يسفك دماء المسلمين و يأخذ أموالهم!أعيذك باللّه أن تقول إن قرابتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، تدعوك إلى الجنّة، إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كانت في يده جريدة يستاك بها فضرب بها قرن أعرابي فنزل عليه جبريل، عليه السلام، فقال: يا محمّد إن اللّه تبارك و تعالى لم يبعثك جبّارا مؤيسا مقنّطا تكسر قرون أمّتك، ألق الجريدة عن يدك، فدعا الأعرابيّ إلى القصاص من نفسه فكيف بمن يسفك دماء المسلمين؟إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحى إلى من هو خير منك إلى داود عليه السلام: يََا دََاوُدُ إِنََّا جَعَلْنََاكَ خَلِيفَةً فِي اَلْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ اَلنََّاسِ بِالْحَقِّ [سورة ص: 26]، و أوحى إليه: يا داود إذا أتاك الخصمان فلا يكونن لأحدهما على صاحبه الفضل فأمحوك من ديوان نبوّتي.

اعلم أن ثوبا من ثياب أهل النار لو علّق بين السماء و الأرض لمات أهل الأرض من نتن ريحه، فكيف بمن تقمّصه؟و لو أن حلقة من سلاسل جهنّم وضعت على جبال الدنيا لذابت كما يذوب الرصاص حتى تنتهي إلى الأرض السابعة، فكيف بمن تقلدها؟

قال: و دخل عمرو بن عبيد [1] على المنصور فقال: يا أمير المؤمنين إنّ اللّه عزّ و جلّ يقفك و يسائلك عن مثقال ذرّة من الخير و الشرّ، و إنّ الأمّة خصماؤك يوم القيامة، و إنّ اللّه جل و عزّ لا يرضى منك إلاّ بما ترضاه لنفسك، ألا و إنّك لا ترضى لنفسك إلاّ بأن يعدل عليك و إنّ اللّه جلّ و عزّ لا يرضى منك إلاّ بأن تعدل على الرعيّة. يا أمير المؤمنين، إن وراء بابك نيرانا تتأجّج من الجور، و اللّه ما يحكم وراء بابك بكتاب اللّه و لا بسنّة نبيّه صلى اللّه عليه و سلم. قال: فبكى المنصور. فقال سليمان بن مجالد و هو واقف على رأس المنصور: يا عمرو قد شققت على أمير المؤمنين!فقال عمرو: يا أمير المؤمنين من هذا؟قال: أخوك سليمان بن مجالد. قال عمرو: ويلك يا سليمان!إن أمير المؤمنين يموت و إنّ كلّ ما تراه ينفد و إنّك جيفة غدا بالفناء لا ينفعك إلاّ عمل صالح قدّمته، و لقرب هذا الجدار أنفع لأمير المؤمنين من قربك إذ كنت


[1] عمرو بن عبيد التيمي بالولاء شيخ المعتزلة في عصره و مفتيها و أحد الزهاد المشهورين توفي سنة (144 هـ) .

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست