responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 128

بهرك‌ [1] و يقوى متنك و يفرخ روعك فتمكن في قعودك، و كنت قاعدا على ركبتي، فقلت: لا أضع قدر الخلافة يا سيدي و لا أجلس إلا جلوس العبد بين يدي مولاه. ثم قام فصلى ركعتين دون الأولين ثم قال: هذه رقعتك تحت رأسي قد قرأتها أربع مرات و قد صدقت في ما كتبت به و لكني امرؤ أداري عمالي مداراة الخائف و باللّه ما أجد إلى أن أحملهم على المحجة البيضاء سبيلا، فاعمل على حسب ذلك و لن لهم تسلم منهم و في حفظ اللّه إذا شئت. فانصرفت فدعوت أصحاب الأخبار فتقدمت إليهم في مداراة القوم و الرفق بهم و اللين لهم.

و عن إسحاق بن أيوب بن جعفر بن سليمان قال: دخل محمد بن واضح دار المأمون و خلفه أكثر من خمسمائة راكب كلهم راغب إليه و راهب منه، و هو إذ ذاك يلي أعمالا من أعمال السواد، فدعا به المأمون فقال: يا أمير المؤمنين اعفني من عمل كذا و كذا فإنه لا قوة لي عليه، فقال: قد أعفيتك، و استعفى من عمل آخر و هو يظن أنه لا يعفيه فأعفاه حتى خرج من كل عمل في يده في أقل من ساعة و هو قائم على رجله، فخرج و ما في يده شي‌ء من عمله، فقال المأمون لسلم الحوائجي: إذا خرج فانظر إلى موكبه و احص من معه، و كان المأمون قد رآه من مستشرف له حين أقبل، فخرج سالم و قد استفاض الخبر بعزله عن عمله فنظر فإذا لا يتبعه إلا غلام له بغاشية، فرجع إلى المأمون فأخبره، فقال: ويلهم لو تجملوا له ريثما يرجع إلى بيته كما خرج منه!ثم تمثل فيهم:

و من يجعل المعروف في غير أهله # يلاق الّذي لاقى مجير أمّ عامر

ثم قال: صدق رسول اللّه و كان للصدق أهلا حين قال: «لا تنفع الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين» [2]

و ذكروا أنه كان سبب عزل الحجاج عن الحجاز أنه وفد وفد منهم فيهم عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه على عبد الملك بن مروان فأثنوا على الحجاج و عيسى ساكت، فلما قاموا ثبت عيسى حتى خلا له وجه عبد الملك فقام و جلس بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين من أنا؟ قال: عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه، قال: فمن أنت؟قال: عبد الملك بن مروان، قال:

أ فجهلتنا أو تغيرت بعدنا؟قال: و ما ذاك؟قال: وليت علينا الحجاج يسير فينا بالباطل و يحملنا على أن نثني عليه بغير الحق، و اللّه لئن أعدته علينا لنعصينك، فإن قاتلتنا و غلبتنا و أسأت إلينا قطعت أرحامنا، و لئن قوينا عليك لنقصينك ملكك!قال: فانصرف و الزم بيتك و لا تذكرن من


[1] البهر تتابع النفس من الإعياء.

[2] أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء (2/774) و أخرجه ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق (4/364) .

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست