responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 110

أحوج الأعين إلى العلاج و أنت تصف هذا الدواء و تخبر أنّه شفاء!فما بالك يا هذا لا تستعمله؟ قال: أنا في هذا الموضع منذ عشرين سنة ما رأيت شيخا قط أجهل منك و لا أحمق!قلت:

و كيف ذاك؟قال: يا جاهل أ تدري أين اشتكيت عيني؟قلت: لا، قال: بمصر، فأقبل علي الجماعة، فقالت: صدق و اللّه أنت جاهل، و هموا بي، فقلت: و اللّه ما علمت أن عينه اشتكت بمصر!فتخلصت منهم بهذه الحجة. قال: فضحك المأمون، و قال: ما لقيت من اللّه جل ذكره من سوء الثناء و قبح الذكر أكثر، قلت: أجل.

و قيل: إنه كان رجل من المعتزلة [1] و كان له جار يرى رأي الخوارج، و كان كثير الصلاة و الصيام حسن العبادة، فقال المعتزلي لرجلين من أصحابه: مرا بنا إلى هذا الرجل فنكلمه لعل اللّه جل و عز ينقذه من الهلكة بنا و يهديه من الضلالة، فأتوه و كلموه فأصغى إلى كلامهم، فلما سكتوا انتعل و قام و معه القوم حتى وقف على باب المسجد فرفع صوته بالقراءة و اجتمع إليه الناس، و قعد الرجل و صاحباه، فقرأ ساعة حتى بكى الناس ثم وعظ فأحسن ثم ذكر الحجاج فقال: أحرق المصاحف و هدم الكعبة و فعل و فعل فالعنوه لعنه اللّه!فلعنه الناس و رفعوا أصواتهم، ثم قال: يا قوم و ما علينا من ذنوب الحجاج و من أن يغفر اللّه عز و جل له و لنا معه فإنا مذنبون، لقد كان الحجاج غيورا على حرم المسلمين تاركا للغدر ضابطا للسبيل عفيفا عن المال لم يتخذ ضيعة و لم يكن له مال فما علينا إن نترحم عليه فإن اللّه عز و جل رحيم يحب الراحمين، ثم رفع يده و دعا بالمغفرة للحجاج و رفع القوم أيديهم و ارتفعت الأصوات بالاستغفار مليا، قال الرجل المعتزلي و هو يلاحظني، فلما فرغ و انصرف ضرب بيده إلى منكبي و قال: هل رأيت مثل هؤلاء القوم لعنوه و استغفروا له في ساعة واحدة، أ تنهي عن دماء أمثال هؤلاء؟و اللّه لأجاهدنهم مع كل من أعانني عليهم.

محاسن التيقظ

قيل: كان أردشير من أشد خلق اللّه فحصا و بحثا عن سرائر خاصته و عامته و إذكاء للعيون عليهم و على الرعية، و كان يقول: إنما سمي الملك راعيا ليفحص عن دفائن رعيته، و متى غفل الملك عن تعرفه ذلك فليس له من رسم الراعي إلا اسمه و من الملك إلا ذكره، و يقال: إنه كان يصبح فيعلم كل شي‌ء جرى في دار مملكته خير أم شر و يسمي فيعلم كل شي‌ء أصبحوا عليه، فكان متى شاء قال لأرفعهم و أوضعهم: كان عندك في هذه الليلة كيت و كيت،


[1] المعتزلة من الفرق الإسلامية الكلامية ظهرت على يد واصل بن عطاء حين اعتزل مجلس الحسن البصري و هذه أيضا من التي انتهت و لم يبق لها وجود.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست