responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 109

أنزلتك هذه المنزلة، و أما العمل فاصبر رويدا يدرك الهجاء حمل‌ [1] . فاستأذنه في القدوم عليه فأذن له، فوافاه، فقال له معاوية: يا مغيرة كبرت سنك و اقترب أجلك و لم يبق منك شي‌ء و سأستبدل بك، فانصرف فرأى أصحابه الكآبة في وجهه فقالوا: ما لك؟قال: قال لي كيت و كيت، قالوا له: فما تريد أن تصنع؟قال: ستعلمون، قال: فأتى معاوية فقال له: يا أمير المؤمنين إن الإنسان يغدو و يروح، و لست في زمن أبي بكر و لا عمرا، فلو أنك نصبت لنا إنسانا نصير إليه بعدك، كان الرأي على أني قد كنت دعوت أهل العراق إلى يزيد، قال: يا أبا محمد انصرف إلى عملك و احكم هذا الأمر لابن أخيك. قال: فأقبل على البريد يركض و قال: قد و اللّه وضعت رجله في ركاب طويل الركض، قال: فذاك هو الذي بعث معاوية على أخذ البيعة ليزيد.

مساوئ العيّ و ضعف العقل‌

قال ثمامة صاحب الكلام: كان المأمون قد هم بلعن معاوية و أن يكتب بذلك كتابا في الطعن عليه، قال: ففثأه‌ [2] عن ذلك يحيى بن أكثم و قال: يا أمير المؤمنين العامة لا تحتمل هذا و لا سيما أهل خراسان و لا تأمن أن يكون لهم نفرة و نبوة لا تستقال و لا يدرى ما تكون عاقبتها، و الرأي أن تدع الناس على ما هم عليه و لا تظهر لهم أنك تميل إلى فرقة من الفرق فإن ذلك أصلح في السياسة و آمن في العاقبة و أجرى في التدبير، فركن إلى قوله، فلما دخلت عليه قال: يا ثمامة قد علمت ما كنا دبرناه في أمر معاوية و قد عارضنا رأي هو أصلح في تدبير المملكة و أبقى ذكرا في العامة، ثم أخبرني أن يحيى بن أكثم حذره و أخبره بنفور العامة عن مثل هذا الرأي، فقلت: يا أمير المؤمنين و العامة عندك في هذا الموضع الذي وضعها فيه يحيى، و اللّه بعثت إليها إنسانا على عاتقه سواد و معه عصا لساق إليك عشرة آلاف!و اللّه يا أمير المؤمنين ما رضي اللّه جل و عز أن سواها بالأنعام حتى جعلها أضل سبيلا، فقال تبارك و تعالى: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاََّ كَالْأَنْعََامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً [الفرقان: 44]و اللّه لقد مررت يا أمير المؤمنين منذ أيام في شارع الخلد و أنا أريد الدار فإذا إنسان قد بسط كساءه و ألقى عليه أدوية و هو قائم ينادي: هذا الدواء للبياض في العين و الغشاوة و الظلمة و ضعف البصر، و إنّ إحدى عينيه لمطموسة و الأخرى مؤلمة، و قد تألبوا عليه و احتفلوا إليه، فنزلت عن دابتي و دخلت بين تلك الجماعة فقلت: يا هذا أرى عينيك


[1] حمل: مثل و حمل اسم رجل.

[2] فثأ إذا سكن غضبه و هدأ روعه.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست