responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجتمع والتاريخ نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 81

ولها نتائج تشكل مجموعة من النظريات الإيديولوجية . وهذا موضوع هام لا بد من توضيحه ، خصوصاً بالنظر إلى ما ادعاه بعض الكتاب المثقفين المسلمين من أنّ الإسلام وإن لم يقبل المادية الفلسفية ، ولكنّه يؤيّد المادية التاريخية ، وقد بنى على هذا الأساس نظرياته التاريخية والاجتماعية . ونرى من اللازم أن نفصّل هذا البحث قليلاً . ومن هنا نبدأ بذكر الأُصول والمباني التي تبتني عليها هذه النظرية والنتائج المترتبة عليها ، ثم نتعرض للنظرية ذاتها ، ونبحث عنها من وجهتي النظر العلمية والإسلامية .

أُصول النظرية المادية التاريخية :

1 ـ أولوية المادة بالنسبة إلى الروح :

الإنسان له جسم وروح . فجسمه موضوع للبحوث البيولوجية ، والطبية ، وعلم التشريح ، وغيرها . وروحه موضوع للبحوث الفلسفية والنفسية . وكل فكر وإيمان وإحساس واعتقاد ونظرية وإيديولوجية تعتبر من الأُمور النفسية . والمراد بأولوية المادة بالنسبة إلى الروح أنّ الأُمور النفسية ليست أصيلة ، وأنّها مجرّد مجموعة من انعكاسات مادة من المواد الخارجية على الأعصاب والمخ ، وليس لها دور إلاّ رَبط القوى المادية الداخلية بالعالم الخارجي ، ولكنّها لا تُعد أبداً قوّة في قبال القوى المادية المتحكّمة في وجود الإنسان . ويمكن تشبيهها بمصباح السيارة ، فهي لا يمكنها السير في الليل من دون المصباح ، إلاّ أنّ ما يحركها هو محرك السيارة لا المصباح . فالأُمور النفسية من فكر وإيمان ونظرية وعقيدة إذا وقعت في مجرى القوى المادية للتاريخ ساعدت في حركته ، ولكنّها أبداً لا توجد حركة بنفسها ، ولا تعتبر قوّة في قبال القوّة المادية . فالأُمور النفسية ليست قوّة أصلاً ، لا أنّها قوّة غير مادية . والقوى الواقعية هي تلك التي تعرف بالقوى

نام کتاب : المجتمع والتاريخ نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست