فالدين سنّة للحياة ، والدين يُدخل في الحياة بعداً رابعاً ؛ لكي يُحدث تغييراً في كنه هذه العلاقة لا لكي تكون مجرّد إضافة عددية .
الركنان الثابتان في العلاقة الاجتماعية
من أجل أن نتعرّف بصورة أوضح وأوسع على دور الدين القيّم ودور الخلافة والأمانة ، وعلى دور العلاقة الاجتماعية ذات الأطراف الأربعة ، ودور الطرف الرابع باعتباره سنّة من سنن التاريخ ، لا بد أن نتعرّف أولاً على الركنين الثابتين في العلاقات الاجتماعية .
أحدهما : الإنسان وأخوه الإنسان .
والآخر : الطبيعة ، الكون والأرض .
هذان الركنان داخلان في الصيغة الثلاثية وفي الصيغة الرباعية ، ومن هنا نسمّيهما بالركنين الثابتين في العلاقات الاجتماعية .
ومن أجل أن نعرف دور الركن الجديد ، ودور هذا الطرف الرابع ، دور الله سبحانه وتعالى في تركيب العلاقات الاجتماعية لا بد أن نفهم دور الركنين الثابتين .
دورُ الركن الجديد ، دور الطرف الرابع يتضح بعد أن تتبيّن وجهة النظر القرآنية عن دور الإنسان في عملية التاريخ ، وعن دور الطبيعة في العلاقات الاجتماعية . وسوف يتضح أيضاً أنّ هذا الطرف الرابع عنصر ضروري بحكم سنّة التاريخ ، وبحكم خلقة الإنسان ، ولا بد وأن يندمج مع الأطراف الأُخرى لتكوين علاقة اجتماعية رباعية الأطراف .