ما قيل عن نظرة القرآن إلى المادية التاريخية ، إمّا أن يكون خاطئاً أساساً ، أو صحيحاً مقروناً باستنتاج خاطئ . وها نحن نناقش الشبهات السابقة على الترتيب :
أولاً : لا يمكن أن نستنتج من القرآن الكريم أي تطابق بين القطبين الماديين والقطبين المعنويين ، بل الآيات القرآنية تفيدنا عدم وجود مثل هذا التطابق .
القرآن ، في سرده للأحداث التاريخية ، يعرض لنا مؤمنين برزوا من طبقة الملأ المستكبرين ، وثاروا ضد طبقتهم وقيم طبقتهم .
ومن أمثلة ذلك : مؤمن آل فرعون ، وامرأة فرعون التي كانت شريكة فرعون في النِعَم [1] .
القرآن كرّر ذكر سحرة فرعون بشكل مثير ، مؤكّداً أنّ الوجدان الفطري للإنسان ، واندفاعه الفطري نحو الحق والحقيقة يدفعه إلى تجاوز الأخطاء والانحرافات ، وإلى تحدّي تهديدات فرعون ، وإن كان هذا التهديد يبلغ درجة قطع الأيدي والأرجل من خلاف .