طريقة عمل الأنبياء كانت عكس ما تتصوّره الأكثرية اليوم ، الأنبياء أنقذوا المجتمع أولاً ( من الشرك الاجتماعي ، ومن التمييز الطبقي ، ومن الاستضعاف والاستكبار ، أي من جذور الشرك العقائدي والأخلاقي والسلوكي ، ثم توصّلوا بعد ذلك إلى التوحيد الاعتقادي والتقوى الخلقية والعلمية ) .
الشبهة الخامسة :
القرآن يضع منطق المعارضين للأنبياء مقابل منطق الأنبياء وأتباعهم ، ويوضح أنّ منطق المعارضين كان دوماً منطق المحافظة والتقليد والرجعية ، على العكس من منطق الأنبياء الذي يتّصف دوماً بالتجدد وكسر التقاليد ، والتطلّع إلى المستقبل .
القرآن يوضح أنّ الفئة الأُولى تستعمل نفس المنطق الذي يمارسه المنتفعون من الأوضاع القائمة في المجتمعات الطبقية ، كما تدل على ذلك الدراسات الاجتماعية ، كما أنّ منطق الأنبياء وأتباعهم هو نفس منطق المحرومين والمسحوقين ، كما تدل عليه دراسات علم الاجتماع أيضاً .
القرآن يؤكّد بشكل خاص على خصائص المنطقين ، وما ذلك إلاّ لأنّ القرآن يريد أن يوضح أنّ المنطقين ـ تماماً مثل أصحابهما ـ كانا متجابهين على مرّ التاريخ ، ويريد أن يضع المعيار الدائم في هذا المجال . القرآن يعرض مشاهد متعددة للمجابهة بين المنطقين ، ويستطيع الباحثون أن يراجعوا الآيات 40 ـ 50 من سورة الزخرف ، والآيات 23 ـ 44 من سورة المؤمن ، والآيات 49 ـ 71 من سورة طه ،