الاختلافات ، فهل الإنسان من حيث المجتمع نوع واحد ، فيمكن أن يحكم فيه نظام اجتماعي وأخلاقي واحد وإيديولوجية واحدة أم أنّ المجتمعات البشرية أنواع مختلفة حسب اختلاف المناطق والبيئات والتقاليد ، فلابد لكل منها من نظام اجتماعي خاص وإيديولوجية خاصة ؟ .
8 ـ هل الجوامع البشرية المختلفة المستقلّة ، التي ينطبق عليها نوع من الكثرة والاختلاف ( ولا أقل من الاختلاف الفردي ) تسير نحو الوحدة والتلاحم حتى يكون المجتمع البشري في المستقبل مجتمعاً موحّداً ذو ثقافة وحضارة موحّدتين ، ويرتفع من بينه الاختلاف والافتراق فضلاً عن التضاد والتزاحم ، أم أنّ البشرية محكوم عليها إلى لا بد بالاختلاف والافتراق ، من حيث الثقافة والإيديولوجية وسائر مقوّمات المجتمع .
هذه مجموعة المسائل التي ينبغي بل يجب أن نوضح وجهة النظر الإسلامية فيها ، وإليك فيما يلي بحثاً مختصراً حول كل منها حسب الترتيب المذكور .
ما هو المجتمع ؟
كل مجموعة من أفراد البشر ـ يحصل بينهم الترابط من حيث الأنظمة والتقاليد والآداب الخاصة ويعيشون حياة اجتماعية ـ تشكّل مجتمعاً بشريّاً . والحياة الاجتماعية هي أن تعيش جماعة من البشر في منطقة واحدة جنباً إلى جنب ، ويستفيدون من بيئة طبيعية واحدة من حيث الماء والهواء ونوعيّة المواد الغذائية . وهذا كما أشرنا إليه يختص بالإنسان ، فلا يقال للمجموعة من الشجر في البستان الواحد إنّها تعيش حياة اجتماعية ، وإن كانت تستفيد من بيئة طبيعية واحدة جنباً إلى جنب ،