لقد كثرت التآليف في الآونة الأخيرة وأصبح المتعطّش للمعرفة ، وخصوصاً من الشباب الناضج ، في حيرة من أمره . وقد تياسرت النظريات وتيامنت حتى ما وسمت باسم الإسلام والقرآن ، وارتبك الأمر على طالب الحقيقة مرّةً أُخرى ، وخصوصاً في المباحث الاجتماعية والاقتصادية ، حيث تعرّضت ثقافة الشرق للغزو الثقافي الغربي يميناً ويساراً . وقام كثير من المؤلّفين المتأثّرين بثقافتهم بالبحث عن وجهة النظر الإسلامية في شتّى المسائل ، وشتّان ما بين الإسلام الحقيقي وبين ما يكتبون ، وهنا تتبيّن قيمة تآليف العلاّمة الشهيد آية الله المطهّري ، فهي على كثرتها بعيدة الغور ، قويّة البيان ، مهيمنة على تآليف القوم ، يبين ضلالاتهم وينتقد آراءهم ، فلا يكتفي بالبحث الإيجابي عن نظريات الإسلام حول المسائل الاجتماعية والاقتصادية والفلسفية وغيرها ، بل يتعرّض بدقّة للجانب السلبي ، ويسلّط الضوء العالي على مستحدثات المؤلّفين ، ويفنّد تلك الآراء الغريبة التي شوّهت حقائق الإسلام والتزمت طريقاً التقاطياً كما سمّاهم علامتنا الشهيد بالالتقاطيين .
وهذا الكتاب ( المجتمع والتاريخ ) كسائر كتبه ـ رحمه الله ـ يتعرّض فيه