الوجود الاجتماعي للإنسان ، أي كل تلك الأُمور التي يعدها ماركس من البناء الاجتماعي العلوي ، بل قسماً من أساس البناء أيضاً ، وهو العلاقات الاجتماعية الاقتصادية . فيقول : ( إنّ داروين ألفت أنظار العلماء إلى تاريخ ( تفنّن الطبيعة ) ، أي تشكيل أعضاء النباتات والحيوانات التي هي بمنزلة وسائل الإنتاج لإدامة الحياة . فهل تاريخ ولادة الأعضاء المنتجة للإنسان الاجتماعي ، أي الأساس المادي لكل منظمة اجتماعية لا يستحق هذا التفكير . إنّ التفنّن يجعل عمل الإنسان قبال الطبيعة عرياناً بعيداً عن الشوائب ، ويوضح له شؤون الإنتاج وحياته المادية ، وأخيراً منشأ العلاقات الاجتماعية والأفكار ، والمدركات الفكرية الناشئة منها ) [1] .
وقد اتضح من مجموع ما ذكرناه أنّ نظرية المادية التاريخية تبتني على عدّة نظريات أُخرى ، بعضها سيكولوجية ، وبعضها اجتماعية وبعضها فلسفية .
النتائج :
ثم إنّ النظرية المادية التاريخية لها بدورها مجموعة من النتائج تؤثّر في الإستراتيجية ، والمقصد العملي الاجتماعي . فالمادية التاريخية ليست مسألة فكرية ونظرية محضة لا تؤثر في انتخاب السيرة الاجتماعية .
ونلاحظ هنا ما يمكن أن نستنتجه منها من نتائج :
1 ـ النتيجة الأُولى ترتبط بمعرفة المجتمع والتاريخ . فبناءاً على المادية التاريخية أحسن الطرق وأقربها في تحليل الحوادث
[1] تجديد نظر طلبي ص223 نقلاً عن كتاب ماركس وإنجلز ، آثار بركزيده .