حَتَّى سَقَطَ بَيْنَ الْقَتْلَى وَ قَدْ أُثْخِنَ بِالْجِرَاحِ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ وَ لَيْسَ بِهِ حَرَاكٌ حَتَّى سَمِعَهُمْ يَقُولُونَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ ع فَتَحَامَلَ وَ أَخْرَجَ مِنْ خُفِّهِ سِكِّيناً وَ جَعَلَ يُقَاتِلُهُمْ بِهَا حَتَّى قُتِلَ (رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ).
قَالَ وَ جَعَلَ أَصْحَابُ الْحُسَيْنِ ع يُسَارِعُونَ إِلَى الْقَتْلِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ كَانُوا كَمَا قِيلَ فِيهِمْ-
قَوْمٌ إِذَا نُودُوا لِدَفْعِ مُلِمَّةٍ * * * وَ الْخَيْلُ بَيْنَ مِدْعَسٍ وَ مُكَرْدَسِ
لَبِسُوا الْقُلُوبَ عَلَى الدُّرُوعِ كَأَنَّهُمْ * * * يَتَهَافَتُونَ إِلَى ذَهَابِ الْأَنْفُسِ
.
فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ مَعَهُ سِوَى أَهْلِ بَيْتِهِ خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع وَ كَانَ مِنْ أَصْبَحِ النَّاسِ وَجْهاً وَ أَحْسَنِهِمْ خُلُقاً فَاسْتَأْذَنَ أَبَاهُ فِي الْقِتَالِ فَأَذِنَ لَهُ ثُمَ