و أما مقاتل، فقد كان عدوا لأمير المؤمنين عليه السّلام أيضا، و كان دأبه صرف الفضائل عنه، حتى افتضح بذلك.
قال إبراهيم الحربي- كما في ترجمة مقاتل من وفيات ابن خلكان-: قعد مقاتل بن سليمان فقال (إطفاء لنور أمير المؤمنين): سلوني عمّا دون العرش.
فقال له رجل: أخبرني من حلق رأس آدم حين حج؟ فبهت [1].
و قال الجوزجاني- كما في ترجمة مقاتل من ميزان الذهبي-: كان مقاتل كذابا جسورا [2]، سمعت أبا اليمان يقول: قدم هاهنا فأسند ظهره الى القبلة و قال: سلوني عمّا دون العرش.
«قال»: و حدّثت أنه قال بمثلها بمكة، فقام إليه رجل، فقال: أخبرني عن النملة أين أمعاؤها؟ فسكت.
و نقل ابن خلكان هذه الحكاية في ترجمة مقاتل من وفياته من طريق سفيان ابن عيينة [3].
و كان مقاتل مع ذلك كله من رجال المرجئة و غلاة المشبهة بنص جماعة منهم ابن حزم في صفحة 205 من الجزء الرابع من كتابه «الفصل» [4].
و عده الشهرستاني في كتاب «الملل و النحل» [5] من رجال المرجئة.
و قال الإمام أبو حنيفة (كما في ترجمة مقاتل من ميزان الاعتدال): أفرط جهم في نفي التشبيه حتى قال: إنّه تعالى ليس بشيء، و أفرط مقاتل في معنى الإثبات، حتى جعله مثل خلقه [6].